أشاد مدير مركز التعليم العالي الدولي بالولايات المتحدةالأمريكية البروفيسور فيليب جي ألتباخ بالاستثمارات الكبيرة التي قدمتها المملكة لتطوير التعليم العالي، مشيرًا إلى أن الحكومة السعودية تنفق بسخاء من خلال تخصيص ما يزيد على 28 % من ميزانية الدولة لتحديث البنية العلمية والتعليمية في مؤسساتها الأكاديمية، ومضاعفة أعدادها. وقال البروفيسور ألتباخ في مقال نشر بمجلة التايمز للتعليم العالي الصادرة في لندن بعنوان “دلائل نضج نظام التعليم العالي السعودي”، إن قادة التعليم العالي في المملكة يعلمون أن التصنيف العالمي للجامعات لم يقس بصورة دقيقة الكثير مما يجري في مؤسساتهم الجامعية، والتغيرات المهمة التي حدثت في الجامعات السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة. وعن التوسع الذي تشهده العديد من الجامعات في أرجاء المملكة، أشار البروفيسور ألتباخ إلى أن عددًا من الجامعات السعودية تعمل حاليًا على تحديث مدنها، وتدرس فيها برامج للدراسات العليا على مستوى الماجستير والدكتوراه، إضافة إلى مقررات باللغة الإنجليزية في العديد من التخصصات. وأشار مدير مركز التعليم العالي الدولي إلى الجهود التي تبذلها المملكة للتغلب على التحديات التي ظهرت نتيجة التوسع الكبير في التعليم العالي وزيادة أعداد الجامعات، مشيرًا إلى أن الحكومة السعودية أقرت حوافز لأساتذة الجامعات لتشجيعهم على العمل في الجامعات الناشئة، فضلًا عن التوسع في استقطاب المتميزين من الخريجين للعمل في سلك التعليم الجامعي، وأشاد بشكل خاص ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، الذي يقول إنه سيسهم في تغطية التوسع الكبير في الجامعات السعودية والحد من نقص أعضاء هيئة التدريس في تلك الجامعات. وفيما يتعلق بتوفير التعليم العالي للإناث، أشاد البروفيسور ألتباخ بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي قال إنها من كبرى الجامعات المتخصصة في تعليم البنات بالعالم، إذ تستوعب نحو 52 ألف طالبة، وهي مبنية على أحدث الطرز المعمارية مع ربطها بشبكة طرق حديدية داخلية معلقة تنشأ لأول مرة في حرم جامعي لخدمة الطالبات. وحث ألتباخ الجامعات السعودية على أن تعزز بشكل خاص من نهجها الجديد القائم على الاهتمام بتلبية الاحتياجات التعليمية والاجتماعية للمناطق التي توجد بها، مشيرًا إلى أن اهتمام تلك الجامعات بالمنافسة على المستوى العالمي في الوقت الذي تقوم فيه بخدمة الاحتياجات الوطنية والإقليمية يعد مؤشرًا على نضج نظام التعليم العالي في المملكة.