كشفت مصابات بالمرض الصامت (سرطان الثدي) الستار عن معاناتهن النفسية والجسدية مع داء السرطان بعد وضوح نتائجهن في الكشف في مركز المدينة للكشف المبكر، وروين تجربتهن في الصراع مع المرض، ووجهن من خلالها رسائل أمل متفائلة لنساء مصابات صبغت حياتهن بيأس أسود ولم يعدن قادرات على مواجهة المرض. (المدينة) التقت بهن في مركز المدينةالمنورة للكشف المبكر حيث تحدثن عن التجربة بصراحة.. قهرت السرطان بعزيمتي وتقول السيدة عبير 42 سنة كانت الأكثر تفاؤلا وانطلاقا في الحديث عن تجربتها التي بدأت بفحصها للثدي بأشعة المامو غرام حين طلب منها الطبيب إعادة الفحص والتصوير ب (الألترا ساوند) عندها بدأت شكوكها تكبر ومخاوفها تزيد، وعندما طلب منها(خزعة) من الصدر لتحليلها أيقنت وقتها أن المرض نال منها. وتضيف عندما واجهت الخبر بعد ظهور نتيجة الفحص بأن ورما في صدري يحتاج إلى عملية عاجلة فكرت بسرعة واتخذت قرارا حاسما وبدون تردد لإجرائها فورا، فأنا أم ومعلمة وكل من حولي يحتاج لاهتمامي ورعايتي رغم ما انتابني من الخوف وهواجس الأفكار التي أخذت مني بضعة أيام، لكنني واصلت بعزيمة وقهرت المرض وتحاملت على خوفي وشحنت نفسي بالأمل والرضا بقضاء الله، وتوكلت علىه في إجراء العملية وتم استئصال الثدي الأيمن وخضعت بعدها للعلاج الكيماوي ب 6 جرعات بعد العملية. أخافني العلاج بالكيماوي وفي أثناء الحديث تدخلت زينب وهي مصابة أجرت العملية وخضعت للكيماوي، وقالت لم يخفني إجراء العملية بقدر ما أخافني العلاج بالكيماوي الذي بدأته منذ خمسة أيام ولا أشعر أنني بخير وأخشى أن اترك العلاج الذي تسبب في انتقال السرطان للكبد عن طريق الغدد اللمفاوية، وربما يكون لذلك أثرا سيئي على صحتي وسقوط شعري. إلا أن عبير كشفت لها عن رأسها لتريها شعرا طويلا ولامعا جذابا لتأكد لزينب أنها مرت بنفس التجربة ثم سرعان ما شفيت وعاد مظهرها وشعرها جميلا أفضل من ذي قبل، وأقنعت زينب أن مرحلة العلاج بالكيماوي تشبه شهور الحمل الثقيلة ولابد من لحظة يفرج الله فيها كربة الألم. كلمات عبير كان وقعها على زينب والمصابات الأخريات من حضرن اللقاء بلسم شفاء وبارقة أمل زاد من عزمهن على مواصلة العلاج بقوة وثقة وكان لهن درسا في كيفية تحويل المواقف القاسية مع المرض إلى تجربة يستفيد منها غيرهن من المصابات. تعلمت كيف أهزم أوجاعي ثم تناولت أطراف الحديث منال وقالت إن ردود فعل السيدات النفسية حول سرطان الثدي قبل الجراحة وبعد العلاج بالكيماوي ردة فعل طبيعية لأن المجتمع رسم في أذهننا صورة غول مرعب ، وذلك يتطلب التوعية والوعي وبخاصة أسرة المريضة للوقوف معها ومساعدتها في إجراء الفحوصات الضرورية، وأنا واحدة ممن شعرت بالخوف والإحباط الشديد لدرجة إنني كنت أتخيل انني سوف أموت غدا.. ولكن بفضل من الله وبمساعدة المسؤولات بالمركز ودعم من زوجي نبع في داخلي الأمل والعزيمة القوية على تخطي اوجاعي وبدأت مرحلة العلاج الكيميائي وخضعت لثماني جلسات تساقط شعري من جرائها، وكانت أقسى تجربة عشتها في حياتي وأجمل تجربة قربتني إلي الله، وعلمتني كيف يتمرد الأمل والتفاءل على هزيمة المرض مهما كانت قوته. بعدها بادرت أم عبد الله بكلمات قوية وواثقة بان على كل سيدة مصابة أن تتعايش مع إصابتها وتمارس حياتها بشكل طبيعي دون خوف، تعطل جهاز الرنين أما سامية فقد تم استئصال جزء من ثديها إضافة إلى 6 جرعات كيماوي وعلاج إشعاعي، وتقول أراجع المستشفى كل شهر ولكنني أواجه والمريضات أمثالي تعطل جهاز الرنين في المستشفى الملك فهد بشكل متكرر. مراجعة بدون شكوى وأوضح رئيس المجلس الطبي بمركز طيبة للكشف المبكر الدكتور مصلح بن مهل الردادي أن افتتاح مركز طيبة للكشف المبكر جاء ضمن جهود الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة مرض السرطان بالمملكة، وبتبرع سخي من وقف البركة الخيري بالمدينة. ويتكون المركز من مبنى مكون من دورين يشمل قسما نسائيا ويحتوي على قسم استقبال وعيادة للكشف السريري وقسم تثقيف صحي وممرضة وفني أشعة، وجهز القسم بجهاز حديث لتصوير الثدي الرقمي وجهاز التصوير بالموجات فوق الصوتية وجهاز قياس كثافة العظام، وربطت الأجهزة بنظام حديث لحفظ ونقل الصور إليكترونيا لسهولة نقلها والوصول إليها من داخل وخارج المركز. كما يشمل القسم الرجالي إدارة المركز وعيادات كشف الرجال ومركز لقراءة الصور الشعاعية يحتوي على ثلاث محطات تشخيص رقمية عالية الوضوح، كما يحتوي المركز على قاعة محاضرات مجهزة بأحدث آلات العرض تستوعب 70 شخص. وربط المركز بشبكة حاسب آلي تحتوي على 22 محطة طرفية للوصول إلى معلومات المركز بيسر وسهولة، كما تم التعاقد مع مختبر محلي لجمع العينات وفحصها، ويشمل الفحص المبكر في المركز البرامج المتفق علىها عالميا وهي سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وسرطان القولون عند النساء وسرطان القولون وسرطان البروستاتا عند الرجال. ويستقبل المركز المراجعين الذين ليس لديهم شكوى من سن 40 فما فوق للكشف عن سرطان الثدي وسن 21 للكشف عن سرطان عنق الرحم، وسن 50 للكشف عن سرطان القولون والبروستاتا، ويبدأ دوام المركز من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا ومن الرابعة عصرا حتى الساعة الثامنة والنصف مساء من السبت إلى الأربعاء. ويركز المركز على ترسيخ فكرة الكشف المبكر في المجتمع ودعوة الفئات العمرية المذكورة على المراجعة للفحص المبكر حتى مع عدم وجود شكوى، حيث أن هذه الشرائح هي المستهدفة ببرامج الكشف المبكر وهي التي تستفيد الاستفادة القصوى من هذه البرامج، وتصل النتائج في أغلب الأحيان إلى الشفاء الكامل بإذن الله، أما المراجعين الذين لديهم شكوى وأعراض مرضية فينصح لهم بمراجعة المستشفى مباشرة. دعوة لجميع النساء بمراجعة المركز وبينت طبيبة مركز طيبة للكشف المبكر الدكتورة عزة عبدالكريم قالت أن مركز طيبة للكشف المبكر هو الأول على مستوى منطقة المدينةالمنورة والثاني على مستوى المملكة بعد مركز العبد اللطيف للكشف المبكر بمنطقة الرياض، وهما تحت إشراف الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، مشيرة أن المركز يقدم خدمات الكشف المبكر على عدة أنواع من السرطانات منها سرطان الثدي والقولون و عنق الرحم، بالإضافة إلى سرطان البروستاتا عند الرجال والقولون، وهي خدمة مجانية يقدمها المركز تهدف إلى الكشف المبكر عند فئة مستهدفة من العمر فوق ال 40 سنة. وأضافت أنصح السيدات بمراجعة المركز للاطمئنان وعمل فحص ذاتي بالمنزل في الأسبوع الأول بعد الدورة الشهرية، كما أطمئن السيدات أن ظهور أي كتلة في الصدر ليس معناها ورما خبيثا ولكن الكشف المبكر يزيد من فرصة الشفاء بنسبة 95% ومن الأفضل أن تقوم السيدة بتصوير الثدي بالمامو غرام، وهذا موجود لدينا في المركز وعمل خزعة بالإبرة الدقيقة خزعة جراحية آملين أن تصل رسالتنا إلى أكبر شريحة من مجتمع طيبة الطيبة عبر (جريدة المدينة) ليستفيدوا من خدمات المركز. مساعدة المرضى ماديًا ومعنويًا أما الأخصائية الاجتماعية في مركز طيبة للكشف المبكر ناريمان خالد رمضان ورئيسة القسم النسائي والمثقفة الصحية حنان عبدالوهاب جمل الليل، أكدتا على الهدف الأساسي للمركز وهو مساعدة مريض ومريضة السرطان بشكل مباشر وغير مباشر ماديا ومعنويا، وتحويل الحالات المصابة إلى المستشفيات المعتمدة ودراسة ومتابعة الحالات المحولة من الناحية الاجتماعية ومتابعة خطة علاجهم بالتنسيق مع الفريق الطبي إذ نحرص على إشراكهم في الحملات والأنشطة والبرامج الترفيهية لتعزيز الوعي العام بسرطان الثدي، وإطلاع النساء على أهمية الكشف المبكر الذي يزيد نسبة النجاح ومحاصرة المرض في بدايته.