أحيا القاصان طاهر الزهراني وصلاح القرشي أمسية قصصية قبل يومين حضرها لفيف من المثقفين والمهتمين في مقهى هافانا الثقافي بالعاصمة المقدسة. بدأت الأمسية التي أدارها القاص خالد المرضي بمقدمة جميلة ارتجلها وعرج فيها سريعا على تجربة القاصين، ثم قرأ صلاح القرشي مجموعة من النصوص القصصية القصيرة التي تعتمد على التكثيف اللغوي فقرأ نص «الشايب» ونصوصا أخرى من مجموعته الأخيرة (أيام). فيما ألقى طاهر الزهراني عدة نصوص منها نص «الصندقة» الذي يحمل اسم مجموعته الأخيرة الصادرة عن نادي الباحة الأدبي. وقد تفاعل الحضور كثيرا مع الأمسية، وعلق القاص محمد النجيمي مفلسفا بعض النصوص القصصية بطريقة نقدية ولغة شفافة مركزا على الاستعارات الكثيرة في نصوص القرشي التي حاول فيها أن يتلامس مع اللغة الشعرية العالية، ووصف قصص الزهراني بالواقعية البسيطة وتحمل الصدق والعمق رغم بساطتها. فيما قال الشاعر محمد سيدي إن القاصين يشتركان في عدة نقاط فبالإضافة إلى البساطة والواقعية تحتفي نصوصهما بالإنسان البسيط والمهمشين. أما الروائي عواض العصيمي فألمح إلى أن هذه الأمسية تأتي كرد اعتبار للقاصين بعد أن وجّه نادي مكة الأدبي لهما الدعوة بإقامة أمسية قصصية الأسبوع الماضي ثم همشوهم وألغوا نشاطهم بحجة أن هذا البرنامج قد رُحّل إلى السنة المقبلة!. واختتم المداخلات الشاعر خالد قمّاش الذي أوضح أن قناعته العميقة بفن القصة كفن مقروء وليس مسموعا إلا أنه عبّر عن مدى متعته لأول مرة عند سماعه لقصص الأمسية مع أنه حضر أمسيات قصصية كثيرة، مشيرا إلى أن أجواء الأمسية البسيطة والبعيدة عن الرسمية أعطتها بُعداً آخر من الجماليات التي تفتقدها غالبا في إطار المؤسسات الرسمية.