على الرغم من الحملات المستمرة التي يقوم بها رجال الجوازات داخل الأحياء التي توجد بها أعداد كبيرة من المخالفين لنظام الإقامة يمارسون داخل أزقتها المظلمة العديد من الممارسات غير القانونية، إلا أن الأمر بحاجة ماسة إلى تكثيف هذه الحملات في بعض الأحياء ومنها حي بني مالك، وتحديدا فيما تعارف السكان على تسميته ب “مثلث المخالفات”، حيث البيوت الشعبية المتهالكة التي يسكنها عدد غير قليل من العمالة المخالفة ومجهولي الهوية. يخدعون الجميع وقد تحدث ل “المدينة” عدد من المواطنين، معددين المخالفات التي ترتكب في هذا المثلث، منهم محمد أحمد منسي حيث يقول: نحن سكان حي بني مالك نعاني من انتشار وتكاثر غير طبيعي للعمالة المخالفة من بعض الجنسيات الافريقية وتحديدا التشادية التي تسكن البيوت الشعبية المتهالكة وتجعل منها مخابئ للهروب من رقابة الجهات ذات العلاقة. وأشار إلى أن المتعثرين عن المغادرة إلى أوطانهم أصبحوا يتكتلون داخل تلك البيوت التي أخذت شكل المثلث، مما جعل بعض السكان يطلقون على الموقع اسم “مثلث المخالفات”، لافتا الى أن استمرار هذه المخالفات جعل البعض من ضعاف النفوس يتسترون ويسكنون تلك العمالة المخالفة. ويؤكد إبراهيم قاسم الأحمري أن هؤلاء المخالفين شوهوا وجه الحي بسبب البيوت الشعبية المتهالكة التي يسكنون فيها، واكوام العيش الجاف الذي ينشرونه في الازقة، فضلا عن ممارستهم للتسول وطرق أبواب البيوت كل يوم طلبا للمساعدة أو الصدقة. وأشار إلى انتشار أعمال العنف بينهم وبين المواطنين، إضافة إلى السرقات والسطو على المنازل التي يتركها اهلها في الاجازات وموسم الصيف، وأكد أن الحل هو ترحيلهم الى اوطانهم. التسول وطرق الأبواب ويضيف مهدي عسيري: هذه مخالفات دخيلة على مجتمعنا، والقائمون بها فئة وافدة مخالفة لأنظمة الإقامة ومن متخلفي العمرة، وقد وجدوا في التسول وادعاء الحاجة والعوز مهنة للتربح السريع، ومن ثم العودة بغلة وفيرة من الأموال بعد استدرار عطف المواطن أو اقتحام المنازل في غياب أهلها، ومن المهم قيام الجهات المختصة بدراسة هذه الظواهر المتكررة في كل عام بعد انتهاء موسم الحج والعمرة. الخبز الجاف وعلق أحمد علي على انتشار ظاهرة تجميع الخبز الناشف، مؤكدا أنها ظاهرة غير صحية لا تزال مستمرة داخل بعض أحياء محافظة جدة الجنوبية وبالذات في حي بني مالك، وذلك بسبب تقاعس بعض الجهات -على حد قوله- في تعقب مثل هذه الظواهر السلبية ووضع الحلول المناسبة للقضاء عليها، وأبان أن من يديرون ويقومون بهذه الممارسات غير الصحية هم من العمالة المخالفة لنظام الاقامة والعمل رجالا ونساء على السواء. تكثيف الحملات الأمنية وطالب حامد رافع بتكثيف الحملات الامنية من قبل دوريات الجوازات للقبض على هؤلاء المخالفين لنظام الاقامة، مشيرًا إلى انبعاث الروائح التي تزكم الأنوف وأكوام الخبز المجفف وتجمع الحشرات الزاحفة والطائرة عليها، كلها مشاهد عشوائية توفر بيئة خصبة لانتشار الأمراض الوبائية بين سكان الحي، مشددا على ضرورة معاقبة المتسببين فيها، خاصة أولئك الذين يعملون دون كلل أو ملل على نبش الحاويات لاستخراج ما فيها من مأكولات بمختلف أنواعها ونشرها في الأزقة لتعريضها لأشعة الشمس بغرض تجفيفها ومن ثم طحنها وبتعبئتها وبيعها على أنها “سويق أو دقة” على الأطفال في هذه الأحياء أو عند بوابات المدارس بعد إضافة السكر عليه حتى يصبح طعمه مستساغا ومحببا لديهم. ---- الجوازات تنتقد تعاون بعض المواطنين مع المخالفين انتقد المتحدث الإعلامي بجوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد بن عبدالله الحسين تستر بعض المواطنين على المخالفين وتقديم الدعم لهم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومن ذلك قيام البعض بتوفير السكن لهم على الرغم من عدم حملهم لإقامات نظامية، منبها إلى الأضرار الكبيرة التي ينطوي عليها مثل هذا التصرف أمنيا واقتصاديا واجتماعيا. وأوضح أن أعداد المخالفين لنظام الإقامة بمحافظة جدة تناقصت عن ذي قبل، مشيرا الى أن الجولات الميدانية والتفتيشية لقيادة دوريات الجوازات ساهمت في هذه النتيجة خاصة في الاحياء الجنوبية، وأبان أن توجيهات مدير جوازات المنطقة العميد سالم بن بخيت الزهراني كان لها الأثر الكبير في تحفيز أفراد فرق البحث والقبض على المخالفين. وقال: إن حي “بني مالك” ضمن الاحياء التي شملتها جولات التفتيش، وثمن تعاون المواطنين والمقيمين النظاميين ووصفه بأنه كان أحد أسباب نجاح تلك الحملات، منبها إلى أن أي بلاغ يصل الى رقم الطوارئ (992) يعامل بكل جدية الى أن تنتهي المشكلة موضوع البلاغ.