تعقد اليوم اولى جلسات البرلمان العراقي الجديد التي طال انتظارها كثيرا، والتي ستتضمن أداء الاعضاء الجدد لليمين الدستورية ومناقشة إمكانية انتخاب رئيس جديد للمجلس، وسط توقعات مراقبين وعدد من الاعضاء الجدد في المجلس النيابي الذي يتألف من (325) نائبا، بان تكون الجلسة الافتتاحية “تشريفية” ويغلب عليها الطابع الرمزي. التئام مجلس النواب، يأتي بعد حالة من الجمود السياسي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، بسبب تعقيدات المشهد العراقي وما رافقها من عراقيل ساهمت في تأخير توصل الكتل الفائزة بالانتخابات الى اتفاق يقضي الى تشكيل حكومة ائتلافية. ووفقا للمادة (54) من الدستور الجديد، فان أكبر أعضاء البرلمان سنا والذي من المتوقع ان يكون المفكر حسن العلوي (75) عاما، المنتخب عن قائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، سيترأس الجلسة ويديرها الى حين انتخاب رئيس جديد للبرلمان، في ظل توقعات بان يذهب هذا المنصب الى شخصية سياسية من العرب السنة، وفقا للتقسيمات الطائفية التي تم انتهاجها منذ عام 2003. ويتوقع الخبير القانوني والمراقب لشؤون البرلمان طارق حرب، ان تكون هذه الجلسة «مجرد جلسة بروتوكولية تقتصر على اداء النواب للقسم الدستوري، قبل ان يتم تعليقها ريثما تتوصل الأطراف السياسية الى اتفاق فيما بينها حول تشكيل الحكومة واسناد المناصب السيادية». وقال حرب الذي سيحضر الجلسة بصفة ضيفًا، ل “المدينة”: يتعين على البرلمان الجديد انتخاب رئيسه ونائبيه والرئيس الجديد للجمهورية الذي يقوم بدوره بتكليف الكتلة النيابية الاكبر لتشكيل الحكومة المقبلة، متوقعا ان تظل هذه الجلسة مفتوحة لعدة اسابيع، في حال بقيت حالة الجمود السياسي القائمة في البلاد على ما هي عليه الان. ومن المتوقع ايضا، ان ترفع الجلسة بعد ترديد القسم من قبل الاعضاء وأن تبقى مفتوحة لمدة لا يعرف أمدها، وسط مخاوف من تكرار تجربة العام 2006 ، حين استمرت الجلسة مفتوحة لمدة 40 يوما قبل الاتفاق على رئيس الحكومة نوري المالكي. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد حدد في الاسبوع الماضي، يوم الاثنين الذي يصادف (14) يونيو ، موعدا لعقد أول جلسة للبرلمان الجديد بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية، في وقت تسود حالة من عدم التوافق بين الكتل السياسية مسألة تحديد المناصب السيادية وخصوصا هوية رئيس الوزراء الجديد. وأنهى المسؤولون في مجلس النواب الاستعدادات والتحضيرات لعقد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد، حيث اعلنت الدائرة الاعلامية في مجلس النواب، قبل ايام عن ضوابط امنية وتنظيمية لتغطية الجلسة الاولى للمجلس الجديد، داعية وسائل الاعلام بتزويدها بمندوبيها قبل (48) ساعة من بدء الجلسة التي ستعقد عند الساعة العاشرة من صباح اليوم. بيان صحافي صادر عن الدائرة الاعلامية في مجلس النواب، تلقت “المدينة” نسخة منه، اشار الى ان وقائع الجلسة الافتتاحية للمجلس ستعقد في قصر المؤتمرات داخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد وستتضمن اداء اليمين الدستورية للنواب الجدد. واضاف البيان: “لاسباب أمنية فإن على جميع وسائل الاعلام تزويدها باسماء كادرها ومندوبيها الذين يحضرون الحفل قبل 48 ساعة قبل بدء الحدث وبعكسه سوف يحرم الصحافي من الحضور الى بناية المجلس». على صعيد آخر، قتل عمر البرقاوي نجل عصام البرقاوي المعروف بابو محمد المقدسي منظر “تيار السلفية” الجهادية في الاردن في اشتباك مسلح مع القوات الامريكية في الموصل شمال العراق الاسبوع الماضي، حسبما ذكر امس مصدر مقرب اسرته.