عبارة «لا أرى شراً، ولا أسمع شراً ، ولا أتكلم شراً» يابانية الأصل تجسد ثلاثة قردة الأول هو «مزارو» والذي يغطي عينيه ولا يرى الشر، «وككزارو» يغطي أذنيه ولا يسمع شراً ، «ولوزارو» ، يغطي فمه ولا يتكلم شراً ، والمعنى الضمني لها هو رجاحة العقل وحسن التصرف ولكننا «وبقدرة قادر» حرفنا هذه المقولة إلى «لا أسمع لا أرى لا أتكلم» وكأننا نعكس حالنا المرير بالصمت، والمأساة أننا نمتغص حزناً ويجتاحنا بركان غضب داخلي عند رؤيتنا للأخطاء وفي الوقت ذاته عاجزون عن درئها ، ويتمثل ذلك بالغرامات الجزافية التي توقعها شركة المياه الوطنية على العديد من المساكن تحت مسمى «هدر المياه» والتي لا تعتمد على معايير واضحة تستند إليها الشركة لتعريف سكان الأحياء المختلفة بها لتتجنب الوقوع بسيل الغرامات. أثرت ذات الموضوع منذ أشهر قليلة بمقالة تحت عنوان «شركة المياه الوطنية ... الحكاية فيها إنَّ !» وكيف أن أحد أصدقائي تعرض لغرامة «هدر مياه» من قبل شركة المياه الوطنية وذلك عقب غسيل فناء منزله ، وأقسم لي صديقي أنه يعتمد على شركات خاصة لسد ما يقارب ال (80%) من احتياجاته للمياه والنسبة الباقية عبر شبكة المياه وأنه يرشد استخدام المياه ليقينه بأهميتها وندرتها ولم يمض شهران إلا «وأتحفه» مندوبو الشركة بغرامة أخرى (وكأنهم متربصون به وشغلهم الشاغل هو منزل هذا المسكين) وأعتقد أنه الآن في طريقه للانضمام لقافلة مرضى «ضغط الدم» لكون الغرامة وقعت عليه بدون وجه حق. وتأكيداً للموضوع ذاته فقد وردني تعليق أحد قراء المقالة السابقة مفاده أنه أحد ضحايا نفس الغرامة ولكنها من نوع آخر حيث كانت بسبب غسيله لسيارته الخاصة حيث اعتبر مندوبي الشركة أن هذا الأمر يُعد هدراً للمياه بالرغم من تأكيداته للشركة أنه صمم منزله بتجميع المياه التي تخرج من جهاز التكييف المركزي ومن ثم يعيد استخدامها في غسيل سيارته وفناء منزله ، ولم يأبه المسؤولون بالشركة لهذا التفسير وأصروا على تسديده للغرامة ذاتها. همسة : آن الأوان أن يتم التحقيق في هذا الموضوع حتى لا تتفاقم القضية وكأننا نعالج مشكلة بخلق مشكلة من نوع آخر.