قال الضَمِير المُتَكَلِّم: مجموعة من الزملاء والقرّاء تساءلوا: لماذا تكتب عن سيول الرياض، وقبلها الجنوب كما كتبت حول كارثة جدّة؟! وأقول لهم: لماذا التكرار؟! فكما ذكرَ أحد الكتاب: كل ما كتب حول كارثة سيول جدة من مقالات يمكن إعادتها بنصها مع استبدال اسم (جدّة بالرياض وغيرها من المدن)؛ ويمكن إيجاز الكلام بمحطتين: * قبل الكارثة مليارات من الريالات أُهدرت على مشاريع البنية التحتية طوال عشرات السنين؛ وأفراح وليالٍ ملاح عند افتتاحها؛ ثم ما هي إلاّ زخّات من المطر لا تقارن إطلاقًا بما يحصل في أفقر الدول الإفريقية والشرق آسيوية فضلاً عن الدول الأوروبية المتقدمة تحول تلك المشاريع إلى ركام من دمار ومصائد لِقَتل الأبرياء وسَحْق الممتلكات!! * بعد الكارثة اتّهامات متبادلة بين المؤسسات الحكومية وكبار المسؤولين، وتملّص من المسؤولية وإلقاؤها على الآخرين؛ ففي الرياض مثلاً هيئة الأرصاد تؤكد أنه حذّرت من وقوع الكارثة قبل ستة أشهر، وأمين مدينة الرياض يلقي بلائمة الكارثة على وزارة المالية التي لم تعتمد لمشاريع تصريف المياه منذ اثني عشر عامًا إلاّ 15% من حاجتها، وبالتالي فثلثا العاصمة السعودية بلا شبكات للتصريف!! وبالتالي فالكارثة هنا وهناك واحدة بأسبابها، وأدوات تنفيذها؛ والفرق الظاهر بين الكارثتين أننا سمعنا أصواتًا بعد غرق جدة تؤكد أن ما حدث هو عقوبة من الله تعالى بسبب المعاصي والمنكرات؛ أمّا أمطار الرياض وتَبِعاتها فيبدو أنها عند هؤلاء ابتلاء وخير!! والآخر أن إحدى كبرى شركات تأمين المركبات أعلنت في صفحة كاملة في معظم وسائل الإعلام المحلية التزامها بتعويض عملائها في الرياض، وخدمتهم على مدار الأربع والعشرين ساعة؛ وما حَصَل في (جدّة) غِير!! أخيرًا هل سكوت المسؤول عن اعتمادات مالية ضرورية في تأخيرها هلاك الناس، وتدمير الممتلكات يُعْفيه من المسؤولية؟! ألقاكم بخير، والضمائر متكلمة. [email protected]