بعد أن كان غناؤنا قديمًا عند استقبال المطر كله أمل ورجاء في أن يعمّ الخير على أنحاء البلاد والعباد، أصبحنا اليوم ننظر وجِلين خائفين من جراء كل نقطة ماء تهبط من السماء خوفا من عواقب ليس للمطر فيها ذنب ولا جريرة ولكنها من صنع أيدينا. فبالأمس كانت جدة.. وقلنا إنه الفساد، واليوم الرياض.. ولم نتحدث بعد عن الفاعل .. فمن سيكون عليه الدور غداً ؟!! يقول شاهد عيان طويل اللسان: «عندما شاهدت طريق العليا العام وهو يعتبر من أرقى الطرق في الرياض تذكّرتُ طريق الحرمين بجدة وعندما شاهدت نفق أبي بكر الصديق تذكّرت نفق الملك عبدالله بجدة ، يا الله إنّ الصّور هي نفس الصّور والكارثة هي نفس الكارثة ، عندها تساءلت: هل صاحب شركة تصريف مياه الأمطار والسيول في الرياض هو ذاته (...) في جدة أم قريب له ؟!! هل المسؤولون لدينا في جدة يمتّون بصلة قرابة للمسؤولين بالرياض ؟!! قلت في نفسي: ربما يكون جدّهم واحد وهو الشيخ فساد بن فاسد بن مفسد الفسداني كبير عائلة آل مفسد لا كثّرهم الله.. والذي استوطن البلاد وأبى أن لا يُغادر إلّا بعد أن ينكب البلاد والعباد ويستنفد خيراتها فلا يبقي ولا يذر»؟! ولا أدري ماذا أنا سأقول غير أنني تذكّرت، دون مناسبة، أغاني المطر القديمة التي كنّا نرددها عندما تهطل الأمطار في شوارعنا البسيطة حينذاك حيث لم يكن هناك لا جسور ولا أنفاق، أُنفق عليها مليارات، يغرق فيها الناس نتيجة لسوء تنفيذها أو لأنها أعطيت لمقاول من الباطن ليحفرها، أو داخل بيوتنا المتواضعة التي كانت تُبنى بالثقة والإخلاص الذي كان يميّز أغلب مقاولي وعمّال البناء آنذاك. كنّا يومها نستقبل المطر بأنشودة نرددها فرحين تقول كلماتها: «يا مطرة حطّي حطّي على قريعة بنت أختي بنت أختي جابت ولد سمّته عبدالصمد قطع الله عصعوصه بالسكاكين الفضة والسكاكين الذهب»