هل ستغرق الرياض كما غرقت جدة قبل أشهر معدودة؟ أجواء متغيرة عاشتها مدينة الرياض بعد ظهر يوم الاثنين، اضطربت فيها الحياة واختلت فيها كل الموازين.. توقفت حركة السير في الطرقات، وغرقت معظم الشوارع فتعطلت السيارات وأحدثت تصادمات زادت من اعاقة السير.. انقطعت الطاقة الكهربائية على بعض القطاعات، وتسببت في التماسات عديدة أثرت على عمليات اخلاء المباني.. سقطت حواجز ومظلات ومبانٍ أدت إلى وفيات وحالات طوارئ.. يوم حافل مليء بالمصائب والكوارث تشهده العاصمة الرياض.. أنا وزوجي بقينا ما يزيد على ساعة نتجول في سواحل شوارع حينا السعيد دون جدوى للعثور على طريق يقل فيه منسوب المياه، حتى اضربت السيارة عن العمل، مما استلزم طلب مساعدة من الخارج لنصل إلى البيت بعد ساعات من التوتر.. بناتي استغرقت رحلتهن اليومية من الجامعة إلى البيت خمس ساعات، والتي عادةً لا تأخذ أكثر من ساعة، والحمد لله أنهن عدن سالمات.. وابني البكر ظلّ عالقاً في الطريق مدة ساعتين ولا يستطيع التحرك نهائياً، بعد يوم عمل شاق، لولا أن استضافه زميله حتى هدأت الأجواء و عاد إلينا سالماً.. هذه أوضاع أسرة واحدة، لكن ماذا عن الآخرين؟؟ فقد توالت علينا الأخبار المفجعة التي وصلتنا عبر الانترنت مدعومة بالصور، ولم نتحقق من مصداقيتها بعد.. وفاة ثلاث طالبات معاقات لعدم قدرتهن الاخلاء في الوقت المحدد!! غرق باص طالبات ووفاة سبعة منهن!! تهدم أجزاء من مبنى جامعة حديثة البناء!! هبوط في أرضية المكاتب وانهيارات الأسقف المستعارة!! ضياع جهد الطالبات بسبب بلل أوراق الامتحانات!! كل هذه الأحداث من جامعة واحدة وماذا عن البقية؟! مع هذه الأجواء الماتعة وزخات المطر المنهمر، وضربات البرَد وهدير الرعد والبرق، يستبشر المرء برزق الله عليه فالمطر خير وبركة.. يغسل الجو من الأمراض والفيروسات لننعم بهواء نظيف نسعد به بعد موجة الأمراض التي مررنا بها.. لكن المؤشرات لا تبشر بخير حتى الساعة!! فقد اعلنت حالة الطوارئ فلا مدارس ولا جامعات غداً.. هل حل هذه الكوارث يكون بمثل هذه الاجراءات فقط أم نحن بحاجة إلى اعادة النظر في البنية التحتية لكل المدن والقرى في ربوع بلادنا الحبيبة وتكون لدينا خطة استباقية لمعالجة مثل هذه الظواهر قبل تفاقمها.. أم سنعيد إلى الأذهان كارثة جدة العصيبة!! هل قطاعات الانقاذ والاسعاف مستعدة لمثل هذه الكوارث أما أننا نبالغ إذا اطلقنا عليها بأنها كارثة ولابد من حالة الاستنفار!! هل هذه التضحيات والخسائر تعد معقولة وفي الوضع الطبيعي!! رحماك يا الله كنا نستبشر بالمطر ونفرح بهطوله ونخرج نستقبله ليلامس اجسادنا ونحن نقفز فرحا به.. لكننا اليوم أصبحنا نخافه لما نشهده من مآسٍ وخسائر في الأموال والأرواح.. [email protected]