بأسمى أنواع النبل والتقدير، بكل معاني الأخوة والترابط الأسري، عاد السيف الأجرب لغمده ولداره بعد أن ظل طوال 140 عاماً وديعة تاريخية لدى مملكة البحرين، ليعود بعد أن زار دولة شقيقة وعزيزة على قلوبنا، ليعبر للجميع عن مكارم الأخلاق والقيم التي حفظته وصانته وأكرمته عندما حل ضيفاً في وطنه الآخر مملكة البحرين . ان السيف الأجرب يعود تاريخه عندما وصل الإمام سعود بن فيصل آل سعود لمملكة البحرين سنة 1287ه واستقبله حاكم البحرين الأسبق الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الجد الأكبر لملك البحرين الحالي، حيث تذكر الوثائق أنه غادر من البحرين في الأول من شعبان 1287ه إلى الرياض وبرفقته 250رجلاً و70 جملاً و12حصاناً، وبعد دخول الإمام سعود إلى الرياض أرسل السيف (الأجرب) كذكرى للشيخ عيسى آل خليفة، وفي عهد الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة تمت إعادة صياغته بالذهب في عام 1333ه على يد صائغ السيوف المعروف عبدالعزيز بن باني من أهل الرياض، ثم أضيفت لؤلؤة واحدة على مقبض السيف في عهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وحفظ السيف قرابة 140 عاماً منذ دخول الإمام سعود إلى الرياض إلى يوم استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – من قبل أخيه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذي قدم له السيف الأجرب تذكاراً بمناسبة الزيارة التاريخية لمملكة البحرين، ولقد ارتبط السيف الأجرب بالإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود وذكره في قصيدتين منهما البيت المشهور الذي يقول فيه : - من كل يوم من عشيرة تبرا حطيت الأجرب لي صديق امباري إن هذا السيف أحد أميز السيوف في القرون العربية الحديثة، حيث ساهم الأجرب في تحويل مجرى الأحداث وصناعة تاريخ جديد في جزيرة العرب، حينما كان خياراً وحيداً للإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود لتنفيذ قرار جريء جداً وحكيم وشجاع بتأسيس دولة سعودية ثانية امتدت جذورها الثالثة باسم المملكة العربية السعودية . نعم كانت لكلمات ملك البحرين معاني كثيرة ومعبرة، تعبر عن الأخوة ووحدة الشعبين السعودي والبحريني، وقوة علاقتهما التي تربطهما روابط الدين والنسب والتاريخ والمصير المشترك قائلاً أثناء تقديمه الأجرب لخادم الحرمين الشريفين (كان لنا شرف الاحتفاظ به ما يقارب 140 عاماً منذ أن أرسله الإمام سعود بن فيصل آل سعود إلى أخيه الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وحفظه كأمانة وظل رمزاً للعائلة الواحدة والأصل الواحد والموقف الواحد على مر السنين) . إن محبة أهل البحرين للسعودية قيادةً وشعباً هي من أبرز السمات التي تميز العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الجارين والأسرتين المالكتين التي اتصفت دائماً بالصدق والشفافية، وأؤكد أن هذه الزيارة التاريخية ستكون لها نتائج إيجابية على مسيرة تطور مجلس التعاون الخليجي انطلاقاً من الرؤية المشتركة التي تصل إلى درجة التماثل والتطابق بين خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين حول أهمية هذا الكيان الخليجي ودوره التوحيدي بين أبناء الخليج، وسبل تطويره وتعزيزه وتدعيم دوره الإقليمي والعالمي، الذي يعكس بجلاء مدى الروابط الأخوية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، والتي أرسى قواعدها الآباء والأجداد ضمن ملحمة بطولية تخلدها سير التاريخ عبر الأزمان .