افتتح معالي مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة مساء السبت ملتقى السيرة النبوية الثالث الذي ينظمه مشروع تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينةالمنورة بالتعاون مع المعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة ويستمر لأربعة أيام. وأكد الشيخ الدكتور صالح الحربي عميد المعهد العالي للأئمة والخطباء أن الملتقى يعدّ نوعاً من الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي ممثلة في جامعة طيبة، وبين مؤسسات المجتمع المدني ممثلة في مؤسسة مكةالمكرمة الخيرية المشرفة على مشروع تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم، وتقوم الشراكة بين الجهتين على إقامة الملتقى وهو جهد يقوم به المعهد العالي للأئمة والخطباء لتقريب سيرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس وتحبيبها إليهم وهذا نوع من الدفاع عنه عليه الصلاة والسلام وأيضاً نوع من الواجب الملقى على عواتقنا لتبليغ هذه الرسالة الوسطية المعتدلة التي تتمثل في النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته. وقال: إن الملتقى الثالث الذي يقام في صالة الاحتفالات الكبرى بجامعة طيبة للرجال وقاعة النساء بشطر الطالبات العديد من البرامج والفعاليات ومنها معرض متكامل عن السيرة النبوية يحكي أبرز محطات سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعالمها، ومسابقة في السيرة النبوية وزعت منها أربعون ألف نسخة على طلاب وطالبات عدد من الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس والدور بمنطقة المدينةالمنورة بنين وبنات. واستفتحت فعاليات الملتقى بمحاضرة للأستاذ الدكتور عبدالوهاب بن ناصر الطريري نائب المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.حيث تحدث الطريري عن عظمة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إن من جوانب عظمة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم شمولها وتناولها لكل جوانب الحياة، فلا تجد من يجمع المكارم كلها سواه صلى الله عليه وسلم،وأن ومن جوانب عظمة خلقه صلى الله عليه وسلم استيعابه للجميع بحسن أخلاقه، فقد وسع الكبار والصغار، وله مع الأطفال مواقف من المداعبة والممازحة، وتستوقفه الأمة في السوق فيقف معها وبجانبه ملك من ملوك العرب وهو عدي بن حاتم، ويمرض غلام يهودي من جيرانه فيفقده فيسأل عنه فيزوره، ولم يبعده عنه فارق السن ولا اختلاف الدين، وقد كان كل من عاش معه صلى الله عليه وسلم يظن أنه أحظى الناس مكانة عنده وأنه استأثر بهذه المكانة، لما ناله من كريم خلقه كما وقع مع معاوية وعمرو بن أبي العاص رضي الله عنهما. ومن جوانب العظمة في خلقه صلى الله عليه وسلم احتفاؤه بأهل الأخلاق حتى ولو لم يكونوا على دينه، حيث أوصى في معركة بدر بعدم قتل أبي البختري بن هشام لما كان له من كريم الخلق ولموقفه من نقض الصحيفة، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر: "لو كان المطعم بن عدي حيًّا فكلّمني في هؤلاء لتركتهم له". * * لقطة : مثّل طلاب الجامعة الإسلامية التي تقع على "الضفة الشرقية" لطريق الجامعات الفاصل الوحيد بينها وبين الجامعة الواقعة على "الضفة الغربية" الحضور الأكثر في أول أيام الملتقى، بينما غاب "أصحاب الأرض" باستثناء وجوه معدودة هنا وهناك رغم الحوافز التي وضعتها الجامعة بالسحب على جوائز قيمة عقب كل محاضرة. الملحوظ أن قرب الجامعتين من بعضهما ووقوعهما على ضفتي طريق الجامعات دائماً ما يُسهم في استفادة الطلاب في كلا الجانبين من الأنشطة الثقافية والعلمية التي تقام فيهما. وكان عدد من منسوبي الجامعة الإسلامية قد دأب على إطلاق تسمية "الضفة الغربية" في إشارة إلى جامعة طيبة في معرض المقارنة بين مزايا الجامعتين المتجاورتين في المكان، المختلفتين في البيئة التعليمية والمناخ الجامعي.