(تقديراً من الدولة لقيمة بيت آل نصيف التاريخية فقد صدر أمر ملكي في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله بشراء البيت بمبلغ ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف ريال) مقتطف مما أوردته صحيفة المدينة في عددها الصادر يوم الخميس 9/4/1431ه العدد (17137). وقبلها بأسابيع حديث الحرائق في قلب جدة التاريخية فأضرّت بمباني جدة التاريخية التي لا زالت تسكن عشوائيا رغم أهميتها التاريخية!!. كم هي الخسارة التي حدثت جراء ذلك الحريق!! ليس مهما الخسارة المادية رغم فداحتها!! ولكن قيمة المواقع التاريخية لا يمكن تقديرها مادياً أليس ذلك ناقوس خطر يهدد تراثنا العمراني ويهدد إرثنا الحضاري هل سنبحث عن المتسبب ونعاقبه ونكيل له التهم والسب والشتم ونغلظ له العقوبة لو عرفناه!! هل هذا سيعيد لنا ما خسرناه!! ترى.. كم موقعا أثريا وتاريخيا مهددا بنفس المصير؟ يزول بفعل فاعل مجهول او برغبة صاحبه!! رغبة في اقامة مبنى حديث مكانه!! او لأنه اصبح مرمى للنفايات وتسكنه الهوام!! أجزم أن كل مدينة من مدننا وقرانا القديمة فيها شيء من ذلك ولاسيما التي كانت على طريق الحج أو طرق التجارة. لو تساءلنا منذ أن تأسست الهيئة العامة للسياحة والآثار كم موقعاً أثرياً مملوكا ملكية خاصة ضمته لها عن طريق الشراء من اجل الحفاظ عليه؟ هل فكرت ان تشتري تلك المواقع وتنزع ملكياتها لكي تحافظ عليها؟ هل رصدت مبالغ مجزية لذلك (كما حدث لبيت نصيف في ذلك الوقت) ليتسابق الملاك في البيع!! لو فعلت لوجدت ملاك تلك المواقع يتسابقون على بابها للابلاغ عن المواقع المعروفة وغير المعروفة ليسلموها لهيئة السياحة والآثار لتقوم بالحفاظ عليها وتهيئتها لتكون وجهات سياحية فأغلب أصحاب تلك المواقع لن يستطيعوا ان يعملوا شيئا لها حتى لو انتظرناهم عشرات السنين فالمساحات صغيرة والملّاك من الورثة يتكاثرون والعائد منها قد يكون غير مجدٍ حتى لو رمّموها!! والتجارب السابقة برهان لمن يرى ويسمع فالمباني الأثرية في ينبع وغيرها تتهاوى والحرائق في جدة تتوالى والضحية آثارنا وتراثنا. أتمنى على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن يسارع لنزع ملكية جميع المواقع الاثرية والتاريخية الواقعة ضمن ملكيات خاصة التي لا يستطيع اهلها ترميمها او الاستفادة منها على غرار ما تقوم به الامانات والبلديات ووزارة النقل بنزع ملكية العقارات لصالح الطرق او الميادين العامة ووضع ميزانية لذلك حتى لا نتباكى على كل أثر يزول.