هذا الشعار الجميل الذي تم تدشينه مساء الاثنين الماضي على يدي سمو أمير منطقة المدينةالمنورة هو لجمعية رائدة في مجالها متميزة في أدائها، تسير بخطى ثابتة لتحقيق أهدافها، ألا وهي الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة بمنطقة المدينة. والحق أن الشعار قد تم اختياره بعناية، فهو رمز إلى اللبنة الأساس في المجتمع ويؤكد على أنها سر السعادة لكل المجتمع؛ فمن المعلوم أن المجتمع كما يعرفه علماء الاجتماع هو مجموعة الأسر التي تعيش في ذات المكان، وكل فرد -بطبيعة الحال- ينتمي إلى أسرته. وإذا ما نظرنا لواقعنا الحالي فإن من المؤسف أن نشاهد التفكك الأسري وقد بات ظاهرة، والتباعد الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة، وكثرة حالات الطلاق، مما ينذر بأبعاد خطيرة وعواقب وخيمة على المجتمع بعامة. ومسألة ما يترتب على الزواج من أضرار صحية قد تم التغلب على جزء منها بالفحص قبل الزواج، وإن كنا نطمع في إدراج بعض الفحوصات الأخرى كالايدز والمخدرات، وبقيت مسألة جد هامة ألا وهي إلزام المقبلين على الزواج بأخذ الدورات المجانية التي تقيمها هذه الجمعية كدورة فن تعامل الأزواج ومهارات النجاح الأسري وغيرها، وبهذا نبني أسرا قوية يستطيع المجتمع الاعتماد عليها، إذ هي أسّه ولبنته الأولى. ومن المتوقع حينئذ تقلّص نسبة الطلاق واختلاف المعايير والأساليب في التربية بعد تكوين أسرة يسود أفرادها الحب والوئام. وبالعودة إلى حفل تدشين الشعار والذي كرّمت الجمعية فيه الداعمين لها في كل المجالات (ماديا وفكريا وإعلاميا) فإنه يحمل في طياته أنموذجا يفترض أن تحذو حذوه جميع الجمعيات الخيرية؛ فهو يحقق مبدأ التواصل ويبرز الجهود المبذولة من خلال حقيبة إعلامية جد متكاملة، وقد تم الإعداد له بشكل متقن في قصر سمو أمير المنطقة رئيس مجلس إدارة الجمعية، بتقديم أكثر من رائع (بوجود المذيع التلفزيوني المتمكّن عبدالعزيز العيد) وبعرض مرئي احترافي، وتتويج ذلك بتبرع سمو الأمير الكريم. إن الملاحظ أن جمعياتنا الخيرية تعتمد اعتمادا كبيرا على هبات وتبرعات المحسنين، وهذا أمر لا يمت للإستراتيجية والتخطيط السليم، بل ولا يخدم أهداف الجمعية ولا يقيم برامجها ولا يتيح لها الانطلاقة المطلوبة، لكن هذه الجمعية قد سلكت مسلكا آخر وهو وجود موارد مالية ثابتة بحيث لا يقع خلل في أعمالها ولا تتوقف برامجها خصوصا وهي تحمل أهمية كبرى بالنسبة للمقبلين على الزواج من الجنسين. وغاية ما يرجوه كل طموح هو تحقيق الأهداف النبيلة والبرامج الخيّرة والاستراتيجيات البنّاءة، تماما كما فعلت جمعية أسرتي، فهل أدركت الجمعيات الأخرى كيف يتحقق ذلك؟