متبتّلاً أبحرتُ حرفيَ مركبي والريح تحملني لجفن الكوكبِ بعضي اشتهاءاتُ السّحاب وفي دمي طيف القريض الهاشميِّ اليعربي وحدي أجدّف في بحار مواجعي وبلجّة الأنواء حُلْمي طار بي أغفو ببطن الحوت في ظلمائه لأفيقَ في صبحٍ يُعيد توثّبي أنا ماءُ كل الظامئين إلى الرؤى وأنا الهواءُ أنا انجلاءُ الغيهبِ أنا روحُ هذي الأرض بسمةُ ثغرها وأنا انفعال الشمس عند المغربِ! آتٍ أنمنمُ بالبياض جداولي ومضيتُ كالقدّيسِ أنشر مذهبي ظلّي يسابقني وألف خميلةٍ خلفي وتحت يدي مدائن مأْربِ نسجتني الصحراء من نفحاتها قمرًا تهدهدهُ ابتساماتُ الظبي ورشفت من نهد السماء فرائدًا كالغيمِ كالهمساتِ كالشِّعْر الأبي روحي معلّقةُ الفضاء سنابلي لغة الحياة رحيق أيامي أبي قدّمت نبضيَ للنجومِ هديّةً حتى ظننتُ الكون يتبع موكبي أتحسّس الضوء الشفيف فلا أرى إلا انحناءاتِ الفؤاد المُتْعَبِ أفْقي شحوبٌ كلّ ما حولي لظى لكنّ آماليْ كفجرٍ أرحَبِ في مسمعي سكب الربيع ضياءه عَصْفٌ بذهْنِي مَن يُعِيْدُ تَوازُنِي؟ رغم انطفاءاتِ الخريفِ المرعِبِ جَيْشٌ مِن الكلماتِ يقْصفُ مكْتَبِي سكت الجليد فيا نوارس أشعلي قلبَ المحيط ويا جبال تسرّبي ظمئ الطريقُ إلى خُطايَ فما أنا إلا الصّفاءُ ورغبةُ المُتأهّبِ يا نارُ كوني الدفء لحظة رعشتي كوني الأمانيَ إذْ تعثّر مطلبي فعلى المنى حسبي أموسق أدمُعي كي تبعث الومضاتِ بعد تغيُّبِ