تناقلت وسائل الإعلام كثيرًا اسم “وفاء الشهري”، وهي أول امرأة سعودية تنضم لتنظيم القاعدة التي هربت بقصد اللحاق بزوجها في كهوف اليمن، ولأن هذه الحادثة تُعتبر في تحليلات الكتاب والمحللين توجهًا جديدًا يُنبئ بفشل التنظيمات الإرهابية في تجنيد الذكور، ويؤكد تضييق الخناق عليها من قبل الجهات الأمنية، لذا لجأت إلى الاستعانة بالنساء لأجل تمرير أفكارها المتطرفة! فهل يُعتبر هذا تحوّلًا في الاستراتيجية التي تستخدمها المنظمات الإرهابية؟ وهل يمكن لمثل هذه التنظيمات الإرهابية أن تستعين بالمرأة كقيادية؟ وما الدلالات التي تستوحيها الأسرة من تبني الفتيات للفكر المتطرف؟ وما دور لجان المناصحة في التأثير على النساء المعتنقات للفكر الضال؟ الرسالة وضعت هذه التساؤلات على منضدة بعض المختصين فأفادوا بالتالي: سهولة تحرك المرأة! يبتدر الدكتور عبدالله إبراهيم الكعيد الباحث والكاتب المعروف الحديث حيث يشير إلى أن التوجه لاستخدام النساء في الترويج للفكر الإرهابي يعود إلى سهولة تحرك المرأة فيقول: أعتقد أن الأمر يعود لسهولة الحركة التي تتمتع بها المرأة داخل المجتمع السعودي وبإمكان أي امرأة تدّعي بأنها داعية لله أن تروج للفكر الإرهابي دون أن ترصدها الأجهزة الأمنية، أمّا عن انضمام هؤلاء النساء للقاعدة فيعود إلى تأثير أزواجهن الذين يعتنقون الفكر التكفيري المتشدد، فالإرهابي يدفع بزوجاته أو أخواته للانضمام للتنظيم وبالتالي الوقوع في مُستنقع الإرهاب. ومضى الكعيد قائلًا: لقد جرّب تنظيم القاعدة جميع الوسائل المُمكنة للوصول إلى أهدافه الشريرة سواء أكانت معقولة أو خارج نطاق العقل، وما حادثة محاولة اغتيال الأمير محمّد بن نايف وأسلوب تنفيذها ببعيد، لهذا لا أرى أن الاستعانة بالمرأة يُعتبر تحولًا إذا أعدنا للذاكرة العمليات الإرهابية التي وقعت في بلادنا منذ 2003م ومطاردة الأجهزة الأمنية لعناصر التنظيم، كانت الصدمة آنذاك وجود نساء يُساعدن في تنفيذ العمليات ويخفين الأسلحة وينقلن الرسائل والأموال وغيرها من الأدوار التي أعتبرها قيادية. ويؤكد الكعيد تأثير البيئة في التركيبة التربوية لمثل هؤلاء النسوة فيقول: الدائرة الاجتماعية المغلقة للإرهابيين تجعل المرأة مُجبرة أحيانًا للدخول في التنظيم، حيث تتم الزيجات من داخل عناصر التنظيم، لهذا أقول قد يحدث أن تُجبر فتاة على الزواج من أحدهم، حتى ولو لم تكن مُقتنعة بأهدافه. أمّا العلامات التي تظهر على الفتاة عندما تعتنق الفكر المتطرف فهي كثيرة، ومنها: الاعتراض على وجود التلفزيون في المنزل، النقاش الحاد مع والدتها أو والدها حول شكل اللباس أو طريقته أو انتقاد أداء العبادات، الانعزال عن الحياة العامة وسماع بعض الأشرطة التي تدعو للعنف ومُحاربة الآخرين، التردد على ندوات وعظ معينة، تكوين صداقات جديدة ذات توجه متشدد وقد تطلب إحداهن التوقف عن الذهاب للمدرسة أو الجامعة بحجج واهية. اعتناق الأفكار المتطرفة! من جهة أخرى يُشدد اللواء الدكتور محمد بن فيصل أبو ساق رئيس لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى على أن التنشئة التي تفرز الإرهاب لا تختلف بين ذكر أو أنثى فيقول: لا أرى فرقًا بين تنشئة المرأة أو الرجل لاعتناق الأفكار المتطرفة ثم الانخراط في تنظيمات الإرهاب. قد تختلف حالة الشخص (رجلًا أو امرأة) بحجم ومدى التأثير الذي يحيط به ويقع فريسة له، وتتفاوت التأثيرات بحسب الفروق الفردية من صفات شخصية وقدرات وكذلك مدى تحصين الشخص وارتفاع درجة إدراكه ووعيه بما يحيط به من مؤثرات تربوية سلبية، وقد ينخرط الرجال في شبكات الإرهاب لأسباب أكثر تعقيدًا من النساء، نظرًا لما يتوفر للرجال من اتصال وتواصل أكثر تنوعًا وأبعد جغرافية. وأضاف أبو ساق قائلًا: تستطيع الأسرة رصد إشارات التغير التي تطرأ على المرأة التي تنتمي للمتطرفين بسهولة، فمن غير الممكن أن تتحول المرأة وتعتنق فكر الإرهاب المرتبط بالقتل والمطاردة والعدوانية والتشرد وغيرها من دون أن تكون هناك إشارات ودلالات تبرز في تصرفاتها وسلوكها وثقافتها الفكرية، وما لم تكن المرأة تعيش في عزلة تامة وليس لها مجتمع يتواصل معها، فمن غير الممكن إخفاء تحولاتها الفكرية إلاّ إذا كان محيطها ساذجا وغير قادر على التمييز. وتعمل مجموعات الإرهاب على استغفال واستغلال النساء للاستفادة منهن في مجالات متعددة كما تستفيد من الرجال، وفي النهاية فالمرأة عنصر بشري قادر على تقديم الكثير من الخدمات التي تحتاج إليها مجموعات الإرهاب، حيث يشكل غموض وخصوصية المرأة فرصتين للدعم منها: التمويه والدعم اللوجيستي. ويؤكد أبو ساق أهمية رصد التغيرات السلوكية في الشاب أو الفتاة، ويؤكد أن هذه مسؤولية وطنية فيقول: هذه مسؤولية وطنية كبرى قبل أن تكون ذمة ومسؤولية أخلاقية وإنسانية، ولا أجد عذرًا لذوي المخطوف فكريًا من أن يؤدوا أدوارهم التربوية والاجتماعية والوطنية والإنسانية لتصحيح المسار الفكري والإسهام بتحمل مسؤولياتهم، على الرغم مما قد يواجههم من تحديات، وأقل ما في ذلك المبادرة بإبلاغ الجهات الحكومية وإخلاء مسؤولياتهم. التأثر بالزوج من جانب آخر يؤكد الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة تأثر المرأة بعقيدة زوجها فيقول: المنخرطون في هذا الفكر الضال كغيرهم من الناس بحاجة لأن يعيشوا حياتهم الأسرية كغيرهم، والمرأة كزوجة -غالبًا- ما تميل لعقيدة الزوج بل هي أكثر الناس عرضة للتأثر به، فضلًا عن أن المرأة عموما -زوجة كانت أو غيرها- تغلب عليها العاطفة، ممّا يسهل استمالتها، والسبب في إقحام المرأة في هذا الفكر أنها توفر نوعًا من الأمان لهذه الفئة لتسهل لهم الحركة والاندماج في أوساط المجتمع في السكن والتنقل عبر المنافذ ونحو ذلك، فهي غالبًا ما تُستخدم كغطاء لأمور أخرى. وعلى الأسر أن تكون أكثر يقظة لاحتمالات وقوع الفتيات في مثل هذا الاستغلال بتعميق الثقة مع الأبناء عمومًا وتوطيدها بشكل لا يمكن أن تخفى معه مثل هذا الانحرافات، فقد تُستغل المرأة في ذلك الفكر بصور مختلفة، مع أنها كان يمكن أن يكون دورها أساسيًا في معالجة الإرهاب، وأهم هذه الأمور أن تكون أمًا صالحة تهتم بتربية أبنائها التربية السوية الإسلامية التي تدعو للمحبة والتسامح ونبذ العنف والفرقة، فإن الإنسان يتعلم الخير والشر من والديه وأسرته في سنوات حياته الأولى، وقد يتعلم في تلك السنوات العنف والجريمة والإرهاب. وفي ختام حديثه يُشدد الغامدي على حرمة الانضمام لهذا الفكر فيقول: لا شك أن الانضمام لهذا الفكر محرم شرعًا للرجل والمرأة على السواء، لأنه فكر سوداوي مظلم، ويحمل المسلم والمسلمة لاقتراف أقبح الأعمال التي تدفع لانتهاك حرمات المسلمين في دينهم ودمائهم وأرواحهم ومقدراتهم وأموالهم، والأسوأ حين يعتقد فاعل ذلك أنه يتقرب إلى الله بذلك الفساد نسأل الله أن يرد ضال المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه. فعالية المناصحة ويُبين المقدم فهد بن عبدالعزيز الغفيلي الباحث في مجال الأمن الفكري أن استخدام النساء في تنظيمات الإرهاب لم يكن وليد الساعة، بل إن ذلك يتم في جميع أنحاء العالم ويقول: أذكّر هنا بأن استخدام النساء ليس توجهًا جديدًا وليس حكرًا على الجماعات الإسلامية المتشددة، وتتفاوت الأدوار التي تقوم بها النساء بين الأعمال الخفيفة المساندة، بدءًا بالتستر والسكوت مرورًا بجمع المال والتجهيز ونشر الفكر وحتى المشاركة المباشرة التي تصل إلى القيام بعمليات انتحارية، ولكن حين يقوم تنظيم القاعدة المعروف بتصلب مواقفه تجاه المرأة بتوظيف النساء واستخدامهن فهذا مؤشر على عجز التنظيم عن تحقيق أهدافه وإيصال رسالته في ظل الرقابة الشديدة التي تفرضها الجهات الأمنية على معظم الوسائل التي تُستخدم لنشر الفكر الضال بغرض كسب التعاطف، إضافة إلى طبيعة التعامل الذي تجده المرأة من جميع أفراد المجتمعات والتسهيلات التي تقدم لها، وأنها ليست محل شبهة على الإطلاق، لذا يرون إمكانية استغلالها لنشر الفكر بين النساء، اللاتي سيقمن بتمريره لأبنائهن أو على الأقل عدم الاعتراض على من يتبناه من أفراد العائلة. ويؤكد الغفيلي نجاح جهود المناصحة في إعادة تأهيل النساء المعتنقات للفكر الضال فقال: المتابع لهذا الشأن يتضح له فاعلية ما تقوم به الجهات المعنية من خلال المناصحة وإعادة التأهيل للنساء المعتنقات للفكر الضال، والمرأة في هذا يتم التعامل معها أسوة بالرجل المتبني للفكر الضال، من خلال الحوار معها من قبل بعض المتخصصات للرد على تلك الشبهات لتصحيح المعتقدات الخاطئة من خلال الأدلة الشرعية والأطروحات العقلية والمنطقية، إلاّ أن المهم هو العمل على تحصين ووقاية النساء من التأثر بالفكر الضال ابتداء، ويكون ذلك عادة من خلال عقد الندوات وتوزيع الأشرطة والمطويات في الأماكن المستهدفة سواء أكانت مدرسة أو كلية أو دار نسائية أو حتى التجمعات واللقاءات الخاصة، وعادة ما تقوم الجهات المعنية والمختصة بالتنسيق مع مؤسسات التنشئة الاجتماعية بعمل حملات توعية تمتد لمدة قد تصل الشهر يتخللها العديد من البرامج الهادفة التي من شأنها تصحيح الأفكار الخاطئة وتحصين من لم يتأثرن. ولا ينبغي أن يُفهم من هذا الحديث التعميم، فالحالات التي ثبت تأثرها بتلك الأفكار قليلة جدًا ولا تكاد تذكر. المصيبيح: بعض المعلمات المتطرفات يقدن حملات ضد زميلاتهن المعتدلات وبدوره يتهم الدكتور سعود المصيبيح المستشار الأمني بوزارة الداخلية سوء التربية بإفراز مثل هذه الحالات الإرهابية، فيقول: تعد المرأة بتكوينها النفسي والعقلي والاجتماعي والعاطفي أقرب للتأثر بالأحداث المحيطة باندفاع، إذا لم تكن لها القدرة على فهم الواقع المحيط بها، ومع ضبابية تربيتنا للنساء واستخدام أساليب الأمر والنهي دون الدخول إلى عمق الذات وتوفير إجابات عن أسئلتها واستفساراتها، فإنها ستكون سهلة التأثر، ولهذا لجأت منظمات التكفير والتفجير إلى النساء لاستغلالهن في جميع التبرعات وترويج الأفكار والمشاركة في عمليات انتحارية، ويساعد على ذلك ما تجده المرأة من شراسة في التربية والمراقبة والتسلط من قبل الذكر، الأمر الذي يولد لديها رغبة الانتقام واستغلال الثقة بها إلى وسيلة لتجاوز نقاط التفتيش ونقل الأسلحة والسيديهات وبرامج الحاسوب الخطيرة والترويج لها بين النساء. لهذا لابد من محاربة التطرف والتشدد داخل المدارس حيث تقود بعض المعلمات المتطرفات حملة ضد زميلاتهن المعتدلات ومحاولة فرض واقع متشدد على الطالبات والمعلمات في لبس العباءة بطريقة معينة، ومنع الحفلات البريئة وشغل عقول الفتيات بأمور لا دخل لهن بها. وأضاف المصيبيح: بسبب النجاحات التي حققتها السلطات الأمنية بالمملكة لجأ الإرهابيون والخوارج إلى المرأة بعد تناقص كوادرها، لاستغلالها في الأمور المادية واستغلال المناسبات النسائية لجمع التبرعات وترويج الفكر التكفيري البغيض. ولا ينبغي الاستهانة بدور المرأة في هذه الأنشطة، بل يجب الحزم معها ومنعها من الترويج لهذه الأفكار. ويُضيف المصيبيح قائلًا: السؤال المهم هو: كيف يتكون الفكر الإرهابي للمرأة؟ وأقول إن الأسر المتشددة التي تفهم الدين بالتطرف والتكفير كأساس للحياة تكون مناخًا خصبًا لتطرف بناتها وبالذات في طريقة اللبس والسلوك، كون الأنثى -لدى البعض- مصدر قلق وعيب وعار، فلابد من التلقين المتشدد لطريقة الحياة واللبس وغير ذلك، وعندما تدخل الفتاة المدرسة فإن المناخ التربوي إذا ساده الانغلاق فإنه يولد شخصية متطرفة يسهل انقيادها للأفكار المتطرفة التي تبثها المنظمات التكفيرية، ولهذا فمسؤولية التربويات الوطنيات المسؤولات في وزارة التربية والتعليم متابعة المعلمات المتطرفات ومحاسبتهن وإفهامهن بأنهن يعشن في دولة عظيمة تحكم بالشريعة وتحث على الاعتدال والاتزان ولا مكان لأي متشددة أو متطرفة مع الحرص على انتقاء المديرات المعتدلات لمنع المتطرفات من التسلط على فتياتنا وتلويث أفكارهن، وعلى الآباء عندما يلاحظون أي تطرف أو تشدد على بناتهم مواجهة المدرسة وإبلاغها بذلك. المرسال: الخوارج الأوائل استخدموا المرأة حتى في القتال! ويُفصح الدكتور ماجد بن محمد المرسال مستشار وزير الشؤون الإسلامية والمدير العام للتوعية العلمية والفكرية وعضو لجان المناصحة أن التاريخ سجل العديد من الإرهابيات، ويقول: المرأة كالرجل لها فكرها وقناعتها، وقد تكون هذه الأفكار والقناعات إيجابية وقد تكون سلبية، والأساليب التي يؤثر بها على الرجال هي الأساليب التي يؤثر بها على النساء، والتأثير على المرأة وتجنيدها هدف لجميع التيارات الفكرية من أجل تحقيق مشروعاتهم على اختلافها، وبالنسبة لتيارات العنف كالقاعدة ونحوها لم يكن اهتمامها بالمرأة جديدا، بل نجد أن الخوارج الأوائل استخدموا المرأة في نواحٍ شتى حتى في القتال، وقد ترجم العلماء لعدد من النساء الخارجيات في كتب التراجم، كما أن التنظيمات السياسية في العالم تستخدم المرأة كذلك، أما زيادة التركيز في الآونة الأخيرة فراجع إلى التضييق الحاصل على هذه التنظيمات، ومن ثم قد يجدن أن التأثير على المرأة أفضل وأسهل بكثير، نظرًا لطبيعة المرأة العاطفية التي قد تنخدع بما يروجونه من صور ومقاطع لبعض المظالم التي تقع على بعض المسلمين، كما أن قدرات المرأة على الدعم اللوجستي أكثر في بعض الأحيان من الرجل بحكم أن الشك في المرأة أقل من الشك في الرجل في التنقلات وفي تحويل الأموال ونحو ذلك، بل نجدهم أحيانا يلبسون أزياء نسائية حينما يريدون التنقل حتى لا يُشك بهم، ولا أظن أن هناك تحوّلاً في التنظيم إلى درجة أن تكون المرأة قيادية لسبب بسيط وهو أن من قناعات هذه التنظيمات الفكرية عدم مشروعية تولي المرأة للقيادة وهذه رؤية يشتركون فيها مع غيرهم، كما أن المتابع لواقع هذه التنظيمات يرى أن دور المرأة في هذه التنظيمات لا يزال محدودًا. ويُبين المرسال أسباب ولوج المرأة لمثل هذه التنظيمات فيقول: “أسباب دخول المرأة هذا المجال هي الأسباب ذاتها عند الرجال: الجهل والحماسة وصغر السن والتعاطف مع الأقارب المتورطين في هذا الفكر من زوج أو أب أو ابن أو أخ، كما أن المرأة قد تُكره على ذلك من أقاربها ونحو ذلك، ومن المظاهر التي يمكن أن يُستدل بها على بداية تبني الفتاة لهذا الفكر المتطرف تركيزها على متابعة المسائل والقضايا والمواضيع التي تطرحها التنظيمات المتطرفة دون غيرها، مثل: التكفير والجهاد والولاء والبراء والوقيعة في الولاة والعلماء والإحباط والتركيز على الجوانب السلبية دائمًا والتزهيد في الجوانب الإيجابية والعزلة عن المجتمع والتواصل مع شخصيات ومواقع مشبوهة والانفعال الدائم في الحوار وجمع التبرعات لمشروعات مجهولة وغيرها من المظاهر”.