في تقرير نشر بصحيفة المدينة يوم السبت 27 مارس الماضي استوقفني ما أشار إليه الدكتور هادي آل راكة الأستاذ المساعد بكلية إدارة الأعمال بجامعة الخليج بالبحرين إلى أن (20% من المهارات المعرفية لدى العاملين هي جملة ما يعطونه في أعمالهم بسبب تحاشيهم للوم بسبب ما يقدمونه، مطالباً بإدارة العقول لا إدارة الأجساد، مؤكدًا أنه في حال تطبيق ذلك فإن النسبة سوف ترتفع إلى 80% من العطاء الذهني والإبداع وذلك لحرص الموظف على المعرفة الضمنية. مبينًا أن شريحة كبيرة تعبر عن رأيها تجاه مديرها بالصمت حتى لا يتعارض ما قد يقوله مع رأي المدير) نقول دائما بأن الحاجة إلى التنمية الإدارية تقتضي زيادة القدرات والمهارات لمواكبة المستجدات ومواجهة المتغيرات فالتدريب المستمر بمختلف مستوياته ومراحله والاستشارات الإدارية والخطط المستقبلية لرفع الكفاءات تزيد من الفاعلية والتفكير الإبداعي الباحث عن التميز في الأداء والتخصص في النشاط المراد تطويره لجعل بيئة العمل قاعدة معلومات هائلة من ضروب المعارف المتسمة بالطابع العملي فكل ذلك بمثابة المنظومة المتكاملة للأدوات الهامة في صناعة المهارة الحقيقية . ويمكننا القول بأن التعليم والتثقيف والتدريب والتنمية عمليات متداخلة تعمل على زيادة المهارات وتبحث عن التطوير في إنجاز المهمات وتساهم في النهضة الفعلية للإدارة وذلك من أجل مواكبة المتغيرات وتقديم أفضل الخدمات من خلال البرامج الهادفة والتخطيط الإداري المتجدد والتنظيم المستمر واتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات المناسبة ، وبما أن الإدارة عملية لا تتوقف فهي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالتنمية الشاملة حيث إن ازدياد عمق التنمية وتشعب مجالاتها يفتح آفاقا جديدة ويوسع دائرة التنمية ويقود الحديث إلى تشابك الحلقات واشتراك مسالكها في أبعاد الاستراتيجيات وترابط المحاور . إن المدراء أولئك الذين يدعون التمدير كما ينعتهم البعض متسلطون يسيرون عكس التيار ، يفرضون الأوامر بعيدا عن مبدأ المشورة والتعاون ويضربون بعرض الحائط الرؤى المشتركة والتحليل المنطقي للأفكار القادرة على تخطي الصعاب في أسوأ حالات المشكلات الإدارية ولا يؤمنون بالتفكير الإبداعي والابتكاري لنصل إلى شخصية ذلك المتمدير الفاقد لأهمية تزاوج فلسفة النجاح الإداري مع الرضا الذاتي وفق لياقة عقلية في التعامل مع آراء الآخرين وتنميتها باتجاه الأهداف الصحيحة وتسخيرها لمصلحة العمل ، لأنه بالرغم من سلبيات الروتين وتعقيداته قد يوفر جزءا من الوقت والجهد بدلاً من التأنيب والتعنيف واللوم لكنه في الوقت نفسه هو أحد مداخل الأذكياء في التمتع بالموازنة بين المثالية والبحث عن الكمال كجزء من الإنجاز الذي يحسم مسألة هدر الإمكانيات خوفا من المدير وردة فعله حيال رأي يُطرح أو فكرة تستدعي النقاش!! ليقول العلم كلمته في أن الإدارة فن علم نفس في إدارة العقول قبل الأجساد . قطر : فن إدارة الذات مهارة تمنح صاحبها تأشيرة دخول إلى أعماق الأشخاص العاملين تحت إدارته بقناعة .