قال المخرج الفلسطيني نصري حجاج أن فيلمه “كما قال الشاعر”، هو بمثابة محاولة ذاتية منه ليظل صوت مواطنه الشاعر الكبير الراحل محمود درويش “صادحاً وعلامة فارقة في تاريخ الإنسانية”. وأضاف أن هذا الفيلم سيشارك في مهرجان تونس اعتبارا من يوم غدٍ الخميس، وقد حاولت الاقتراب من شعر درويش من خلال هذا العمل لكي يظل صوته مدويا في آذان الناس، فليس من السهل إنجاز فيلم حول شاعر بحجم درويش، لكني خضت هذه المغامرة للاقتراب أكثر من بناء الشعر في بناء الصورة متجاوزاً كل الأمور المعتادة والتوقعات التي رسخت في ذهن المشاهدين. وأوضح المخرج حجاج أن الجماهير كانت تتوقع مشاهدة مقتطفات من حياة درويش الذي رافق صوته كل مراحل الثورة الفلسطينية وشهادات حول تجربته.. لكن هذا الفيلم فاجأهم، فهو نظرة ذاتية بعيدة عن التقليد والكليشهات والأساليب التقليدية للفيلم الوثائقي الذي لا يزال النقاش دائراً حول سماته وحدوده، وقد وضعت الفكرة الأساسية للفيلم بأن تعتمد على الفراغات في الأمكنة لإبراز قسوة الفراغ الذي تركه موت درويش. الجدير بالذكر أن فيلم “كما قال الشاعر” كان قد أثار جدلاً في الأوساط الثقافية، لا سيما الفلسطينية، وذلك خلال عروضه الأولى في أكتوبر 2009، وقد اقتصر الفيلم على صور متناثرة لمحمود درويش داخل فضاءات لا تزال تحمل رائحته كمكتبه في مجلة الكرمل الفلسطينية ومنزله، كما تجولت كاميرا المخرج داخل مدن ومسارح وفنادق ومقاه ومطاعم كان يتردد عليها، وأيضاً يتضمن الفيلم قراءات لقصائد درويش بلغات مختلفة لشعراء من فرنسا والولايات المتحدة والنيجر والبرتغال ولبنان.