أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أنه لا يخفى على أحد ما للسنة النبوية من مكانة رفيعة ومنزلة شريفة في الإسلام، وأنها تأتي في المنزلة الثانية بعد القرآن الكريم، فهي المفصلة لمجمله، والشارحة له والمفسرة لأحكامه والمبينة لما سكت عنه وفيها التطبيق العملي للتشريع الإسلامي وفيها النموذج الحي للأخلاق الإسلامية السامية والأدب النبوي الشريف الذي كان صاحبه صلى الله عليه وسلم مثالاً حياً لتعاليم كتاب الله الكريم فكان خلقه القرآن. مبينا أنه في كل عصر من العصور الإسلامية قد قيض الله رجالاً مخلصين يبذلون جهدهم وعنايتهم في خدمة السنة النبوية الشريفة وإحيائها ونشرها. وأضاف أن سلفنا الصالح من أئمة الحديث وعلماء السنة بذلوا قصارى جهدهم في حفظ السنة النبوية والحديث الشريف فاعتنوا بحفظه في الصدور والرحلة في تلقيه وروايته وتحمل المشاق والصعاب في سبيل ذلك حتى دونوا تلك الأحاديث في الكتب والدواوين التي نقلت تلك الأحاديث إلى الأجيال التي جاءوا من بعدهم والنبي صلى الله عليه وسلم حث على تبليغ سنته وحملها إلى الأجيال اللاحقة فقال: (فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع) وهذا يستوجب منا بذل العناية بنقلها وحفظها وإحيائها في الصدور إلى جانب تطبيقها في الواقع. وشارك في كل دورة من هذه الدورات السنوية عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، وصل عددهم في الدورة الرابعة (47235) طالباً وطالبة، يتنافسون على نيل هذه الجائزة الكبيرة التي خصصت لهذا الشأن. ولاشك أن مثل هذا الإقبال المتزايد من الطلاب والطالبات على حفظ الحديث النبوي الشريف له آثاره الطيبة في نفوس الناشئة والشباب، وسلوكهم، وتوجهاتهم واهتماماتهم، وأن روح التنافس الشريف لنيل هذه الجائزة يبعث فيهم الهمة العالية، وبذل الجهد في حفظ الحديث النبوي وإحيائه ونشره. كما أن هذه الجائزة أحيت في الناشئة المسلمة العناية بحفظ الحديث، الذي قد ضعف، بل كاد أن يندرس في أوساط الناشئة والشباب من طلبة العلم في العصور المتأخرة، فجاءت هذه الجائزة لتساهم في إحياء عملية حفظ الحديث هذه الخاصية التي تميزت بها الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم بحفظ أقوال وأفعال نبيهم صلى الله عليه وسلم دقيقها وجليلها في صدورهم قبل أن يدونوها في الدواوين والكتب. وحفظ السنة صمام أمان يحفظ الشباب من الوقوع تحت تأثير الاتجاهات والمسالك المنحرفة والأفكار الضالة، ويكون باعثاً لهم ليجعلوا سيرته صلى الله عليه وسلم العطرة قدوة يحتذى بها ومنهاجاً وضيئاً للحياة.