* التراشق الناري على صفحات الانترنت بين الرجال والنساء بما فيهم فئة الشباب خطير جداً ومؤشر يجب الانتباه له ومعالجة أسبابه وانعكاساته المستقبلية. ما أتحدث عنه، المواضيع التي يكتبها أحد طرفي المعادلة المجتمعية الذكر أو الأنثى ضد الآخر والمليئة بالعيوب والاستهزاء والسخرية اللاذعة ضد بعضهم البعض. * الرجال والشباب في جانب لم يتركوا عيباً في الأنثى إلا وألصقوه بالمرأة السعودية وكأنها مخلوق نزل من كوكب سماوي غريب بل أن بعض الصفات التي ألصقت بالمرأة السعودية يخجل الإنسان السوي حتى من مجرد قراءتها ناهيك عن نطقها. فكيف بالله يتجرأ قلم ذكوري ويكتب هكذا صفات في عنصر منه أمه وأخته؟ * في المقابل شمّرت الأنثى عن أنيابها وشحذت أظافرها فلم تترك شاردة ولا واردة من العيوب المتناثرة في الفضاء المجتمعي البشري إلا وألصقته بالرجل السعودي سواء الخاصة ببنائه الفيزيولجي أو القيمي أو النفسي. ومرة أخرى هل يعقل أن يصل الأمر بقلم نسائي من المفترض أن يكون رقيقاً ولطيفاً ووادعاً إلى هكذا حدة لعنصر هو الأب والشقيق؟! * خطورة التراشق الناري هي في تفتيت العلاقة السليمة والطبيعية بين أهم عنصرين من عناصر تُكوِّن المجتمعات البشرية وهما الذكر والأنثى. كما أنها مهددة لروح التعاطف والتآلف بين أهم مكونين من مكونات الأسرة المستقرة والسعيدة. فانعدام الثقة بين الطرفين ينعكس بإرادة أو بغير إرادة على التماسك المجتمعي العام للكينونة السعودية ويهدد استمراريتها الحياتية، بل يؤدي في اعتقادي إلى اختلاط ومتاهة في الأدوار المجتمعية الطبيعية فتختل الموازين وتتعاكس القيم وتتشتت الفضائل وينعدم الأمان المجتمعي. * وأسئلة عدة متناثرة لم أجد لها إجابة حتى اللحظة، من نوع ما الذي حدث من تغييرات مجتمعية حتى وصل الحال إلى هكذا مستوى بين المرأة والرجل السعوديين؟ وما هي الأسباب التي دفعت كل طرف إلى الحدة في الخصام بمثلما هو حادث الآن؟ هل هي محبة تسبقها كراهية كما في الذهنية الشعبية والعامية أم أنها فعلاً خصام حاد وانفصام تام بين الشخصيتين الأنثى والذكر؟! * بغض النظر عن الإجابة، ما أنا موقن به هو انه إذا استمرت حالة التراشق بمثل حالتها النارية الراهنة فخطورتها ستكون مدمرة بكل المعايير على البناء المجتمعي السعودي العام وستكون آثارها الجانبية المستقبلية خطيرة لا يعلم مداها سوى الحق سبحانه وتعالى ولهذا كله أنادي بأعلى الصوت يا جماعة اعقلوا.