من حق أي مسلم أن يدافع عن دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن مهمة هذا الجهاز إذا أحسن توظيفها فيها خير للمجتمع في الدنيا والآخرة وإحاطة المجتمعات المسلمة بأسورة مانعة للسلوك السلبي ومرسخة لثوابت الفضائل . وقد كان لهذه الزاوية دور مع كثير من الكتاب للدفاع عن بعض النعوت التي تطلق بدون عنان ضد رجال الحسبة وتقلل من دورهم الإيجابي وتتصيد الأخطاء ضدهم, مع قناعتي بأن هؤلاء غير معصومين من الخطأ إلا أن الخطأ غير المتعمد مثله مثل النسيان لا يلام صاحبه .ولكن القصة التي نشرتها جريدة المدينة يوم الاثنين 29 ربيع الأول من العام الحالي بعنوان «الهيئة تزف عريساً لمركز الشرطة» وأوردت الحادثة على لسان الشاب الذي اعترضه رجال الهيئة ومعه زوجته العروس ووالدتها وأختها وتجاوز عليه رجال الهيئة بدون مبرر يستوجب ذلك حسب أقواله وتناقض تبريرات دورية الهيئة , ولربط هذه الحادثة بحوادث مماثلة سابقة يدل على سلبيات كثيرة منها احتمال اختلاق مثل هذه التجاوزات ليكره المجتمع رجال الهيئة وعدم التعاون معهم أو أن بعض من يتجاوزون الأسلوب الأمثل في تعاملهم هم متعاونون ومكافآتهم مرهونة بعدد من يقبضون عليهم بسبب أو بدون سبب أو أن أمثال هؤلاء لا يعون واجباتهم ويتخبطون كتخبط من أمن العقوبة. وتلافياً لتكرار الأخطاء ولانسجام المجتمع مع رجال الهيئة والتعاون معهم أعرض بعض المقترحات التي قد يكون بعضها سبق ذكره ولكن الذكرى تنفع المؤمنين ومنها : 1- أهمية تميز رجال الهيئة بزي خاص أو بوضع بطاقة تعريف يبرزها ليقنع الطرف الآخر بسبغته الرسمية وهذا هو الأفضل لضمان التجاوب معهم. 2- يؤكد على الميدانيين بأن يكون النصح بالحسنى وبصوت منخفض بدلا من أسلوب التشهير الذي قد يتطور إلى المشادة بين الطرفين فالله سبحانه وتعالى سمى نفسه الستير.ومع الاقتناع التام بأهمية دور رجال الهيئة إلا أن الإفراط والتفريط يخدش حرمة الناس ولا سيما أن بعض رجال الهيئة يحيط نفسه بحصانة على حساب سمعة الآخرين, فكم من اجتهادات تحدث من رجال الهيئة في غير محلها كما حدث للشاب الذي بث معاناته على صفحات الجريدة وسبقه الكثير, فالله الله الاعتدال في كل شيء أيها الفضلاء..والله المستعان.