رحب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في قصره بالرياض أمس بضيوف الحرس الوطني من العلماء والأدباء والمفكرين ورجال الإعلام والصحافة من داخل المملكة وخارجها الذين يحضرون المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الخامسة والعشرين والمقام حالياً في الجنادرية. وقال لهم يحفظه الله: إخواني.. أصدقاءنا في المملكة العربية السعودية.. أرحب بكم باسم الشعب السعودي وباسمي راجياً لكم التوفيق والنجاح وليس عندي أكثر من هذا لأنكم أنتم عقول يُستفاد منكم وأشكركم وأتمنى لكم التوفيق والله يحفظكم. وكان خادم الحرمين الشريفين قد استقبل أمس ضيوف مهرجان الجنادرية لهذا العام، وألقى كلمة ضيوف المهرجان نيابة عنهم وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي والذي قال: يشرّفني أن أقف أمامكم متحدثاً باسم إخوتي وزملائي الكرام المشاركين في مهرجان الجنادرية الذي أطلقتموه منذ ربع قرن فتحول إلى تظاهرة تقليدية سنوية تجمع أصحاب العقول والمفكرين والكتّاب والأدباء والشعراء والمبدعين في العالم العربي والإسلامي. وأضاف: الحوار كان ولا يزال منهجكم تعتمدونه أساساً في كل تحركاتكم وتوجهاتكم، والحوار هو منتج الأفكار والمبادرات التي تُبنى عليها السياسات والقرارات ولذلك أصبح هذا الملتقى وتحولت هذه التظاهرة إلى لقاء للعقول ينسجم تماماً مع توجهكم الذي لمسناه في تحقيق إنجاز حلم كبير راودكم أيضاً من ربع قرن من الزمن وأعني به الجامعة المفخرة للأجيال العربية جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي حملت اسم بيت الحكمة جامعة العقول وهي في الحقيقة مشروع نابع من حكمة لطالما تميزت بها قراراتكم وسياساتكم وتوجهاتكم، وفي السياق ذاته نرى أيضاً الإنجازات الأخرى على مستوى المدينة الاقتصادية التي تجمع الخبراء وأصحاب الاختصاص وهم كلهم أصحاب عقول استنبطوا الكثير من الأفكار من علوم وتقنية العالم وجاءوا بها إلى رحاب المملكة وأرضها لخدمة الإنسانية جمعاء. وأردف الوزير العريضي: وإلى جانب ذلك لا بد من التنويه أيضاً بمسألة مهمة وهي الجائزة الكبرى للترجمة جائزة الترجمة كانت مبادرة كريمة من قبل مقامكم الكريم لأنها تشكل تواصلاً مع الآخر لأنها تشكّل جسراً نعبر من خلاله إلى الآخر لنخاطبكم بلغته لأن كثيرين شنوا حملات على ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا وأمتنا وحاولوا تشويه حقيقتها وصورتها كان لا بد من مخاطبتهم بلغتهم لتصل أفكارنا وتصل مبادراتنا وسياساتنا وحقيقة شخصيتنا إلى ذلك الآخر. وأضاف: يا خادم الحرمين الشريفين يُسّجل لكم أيضاً أنكم رمز اعتدال وحكمة وعندما نستخدم كلمة الاعتدال ونحن نسمع الكثير من الكلام عن الاعتدال لم يكن الاعتدال يوماً في منهجكم ضعفاً أو انحيازاً عن دعم القضايا الأساسية ولا سيما قضية فلسطين، الاعتدال هو حكمة الاعتدال احتكام إلى العقل مرونة في التصرف مرونة في اتخاذ القرار بعد بحث وتنقيب والاعتدال شجاعة في الإقدام بهذا المعنى كنتم دائماً ولا تزالون إلى جانب فلسطين وقضيتها وشعبها تحملتم آلامها ومعاناتها وكنتم في الوقت ذاته ترعون حواراً بين الإخوة الفلسطينيين والحوار هو عنوان هذا اللقاء الذي جمعنا اليوم، وأما في مواجهة الإرهاب لم يكن الاعتدال تراجعاً أو إنكفاءً إنما كان إقداماً بالعقل والعلم والرعاية والتربية والثقافة ومخاطبة العائلات لاستيعابهم وتنويرهم وعندما كانت الضرورة تقضي بمواجهة من نوع آخر استطاعت المملكة بفعل قيادتكم الدخول في هذه المواجهة ومعالجة الكثير من الأمور. واختتم الوزير اللبناني كلمة ضيوف مهرجان الجنادرية قائلاً: في اللقاء الذي عُقد في الأيام الأخيرة طرح بعض الإخوة مبادرة أو فكرة لتكوين مؤسسة لرعاية التضامن العربي وحماية التضامن العربي وتعزيزه.. آمل أن تلقى هذه الفكرة القبول وأن نراها في فترة قريبة في إطار مؤسسة نسعى جميعاً من خلالها لتعزيز التضامن العربي بقيادتكم الكريمة. بعد ذلك تشرّف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف آل مقرن وكيل الحرس الوطني لشؤون الأفواج ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وعدد من المسؤولين. وقد تناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.