لاتزال الضبابية تغلف المشهد العراقي برمته مع مرور ما يقارب من أسبوعين على انتهاء الانتخابات التشريعية في البلاد، وذلك لعدم اكتمال الصورة النهائية للمشهد السياسي نتيجة تأخر اعلان النتائج النهائية للانتخابات، في ظل توقعات بأن يستمر هذا التأخير الى نهاية الشهر الجاري. وتزامنا مع هذا التأخير ينتظر أن تحدث ولو بشكل نسبي عمليات «صعود ونزول» عن الصدارة للقوائم الفائزة، بعد ان توقعت مصادر مقربة من مفوضية الانتخابات عن احتمال تقدم قائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي في اجمالي المقاعد النيابية بعد انتهاء عمليات الفرز والعد بشكل نهائي، على قائمة «ائتلاف دولة القانون» التي يترأسها منافسه اللدود رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.هذه التوقعات جاءت متناغمة مع توقعات الناطقة باسم القائمة «العراقية» النائبة ميسون الدملوجي، التي أكدت في بيان تلقت (المدينة) نسخة منه امس، ان المقاعد المقدرة للكتلة التي تنتمي اليها والتي يغلب عليها التوجه العلماني بحدود (110) مقاعد في البرلمان القادم. وقالت الدملوجي، ان «المواطن العراقي ضحى بالغالي، وقد اختار نبذ المشاريع الفئوية والتوجه للتغيير السلمي عن طريق صناديق الانتخاب، رغم تعرض المناطق التي تمتلك فيها العراقية جماهير واسعة ومناصرين تعرضت الى تفجيرات واستعملت فيها القنابل الصوتية وقامت بعض المدرعات العسكرية في بغداد بتوزيع بيانات ضد العراقية». وأضافت «بينما كانت مفوضية الانتخابات تفرز الأصوات المتصاعدة للمواطنين الذين اختاروا المشروع الوطني متمثلاً في كتلة العراقية، راح أعضاء مرشحون نافذون في الأحزاب الحاكمة يتجولون في غرف عمليات المفوضية وتحديدًا في غرفة العد والفرز المحرمة على المرشحين»، مؤكدة بأنه تم اهمال عدد كبير من بطاقات الاقتراع التي تحمل إشارة العراقية من خلال رميها في سلال المهملات في بعض المحافظات.وبناء على هذه التوقعات فإنه من المنتظر ان تتغير اعداد الاصوات التي حصل عليها المتنافسون عندما يتم الاعلان عن نتائج التصويت الخاص للعسكريين والمرضى والسجناء الذين شارك منهم في الاقتراع (600) الف.. والتصويت الخارجي الذي جرى بمشاركة (272) الف ناخب، والتي يمكن ان تسهم هذه الاصوات في ترجيح احد الطرفين الرئيسيين. لكن هذه التوقعات لم تلق قبولا من قبل حلفاء المالكي، الذين شككوا فيها وابدوا استغرابهم من اطلاقها في هذا الوقت الذي يتزامن مع الاعلان عن النتائج الانتخابية، مؤكدين بان مثل هذه التصريحات تضع مطلقيها في خانة الشبهات لمحاولتهم التأثير على النتائج. وقال عباس البياتي المرشح عن قائمة المالكي الانتخابية، ان «هذه التوقعات تأتي مغايرة تماما للنتائج التي تحصل على ارض الواقع