قال مدير مركز شراكة الحضارات في روسيا الدبلوماسي الدكتور فينيامين بوبوف إن الوضع الحالي للعلاقات الدولية يمر كل يوم بتغييرات مدهشة بسبب اختزال المسافات بين الدول لأن الوصول لأي عاصمة في العالم لا يستغرق أكثر من ساعات محدودة، فكل يوم نرى تغييرات جذرية، فقبل خمسة قرون كانت مجموعة صغيرة من الدول الكبيرة هي التي تحدد مصير العالم، لكن في القرن الواحد والعشرين تغيّر هذا الوضع جذرياً وبرزت حضارات جديدة إلى الميدان لتلعب دورا كبيرا، كالهند والصين والبرازيل، ومن بينها كذلك العالم الإسلامي الذي سيصبح قطبا في ميزان القوة العالمية، فبشهادة علماء غربيين نجد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يعرف تطورا أكثر مقارنة ببقية الأديان بسبب عامل النمو الديموغرافي المتزايد، على عكس أوروبا فعدد سكانها في انخفاض مستمر، ومستقبلا سيتضاعف عدد المسلمين ليفوق عدد المسيحيين، وهذا العامل سيحدد مصير بعض النزاعات ومشكلة الشرق الأوسط كقضية فلسطين، وكذلك أيضاً في المجال الاقتصاد نجد أن الدول الثمانية أصبح دورها أقل بكثير وذلك لظهور دول جديدة فزاد عددها إلى العشرين، ومن بينها المملكة العربية السعودية وتركيا وإندونيسيا. وأشار الدكتور بوبوف الذي كان فارس «اثنينية عبدالمقصود خوجة» أمس الأول، إلى وجود أزمات وللأسف بين الغرب والعالم تعكر صفو الأجواء بينهما، وخاصة اتهامات الغرب بأن الإسلام دين إرهاب وعنف، وهذا غير صحيح، لأن في القرآن الكريم براهين كثيرة تشير إلى أن الإسلام دين التسامح والرحمة والتضامن والعدالة، لذلك كان الإسلام جذابا للآخرين وللشعوب الأخرى وللشباب الذين يبحثون عن العدالة التي يجيدونها في الإسلام، مؤكداً أن الاصطدام بين الغرب والعالم الإسلامي ليس في مصلحة العالمين. ونوه بمبادرة خادم الحرمين الشريف الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتبارها مبادرة تاريخية في حوار الأديان. الجدير بالذكر أن الدكتور فينيامين بوبوف ارتبط اسمه بمنظمة المؤتمر الإسلامي ولجهوده في ترسيخ التسامح وحوارات الأديان والحضارات على الصعيد الروسي الإسلامي.