** هناك من بعض فئات مجتمعنا من غير المتقاعدين ، خدموا وطنهم ومجتمعهم ، ثم تواروا عن الأنظار لمرض أصابهم أو حادث تعرضوا له وأقعدهم ، أو ظروف قاسية مرت بهم وأوقفتهم عن مواصلة مشوار خدمتهم ، فأصبحوا في معزل عن الناس قد لا يعلم أحد ماهو وضعهم النفسي أو الاجتماعي أو المادي ، يعيشون ربما على ما يمنحهم النظام من راتب تقاعدي قد لا يفي بأبسط متطلباتهم خصوصا إذا كانوا مرضى أو مقعدين سواء كانوا يعولون أنفسهم أو أسرة كبيرة أو صغيرة وليس لهم من يقوم على رعايتهم كألابناء أو البنات الكبار ، وهم على كل حال مسئولية تقع في المقام الأول على الدولة من خلال برامجها التي قد لا يعلمون عنها ، وقد لا تعلم الأجهزة المعنية عنهم . ومثل هؤلاء الدكتورة « نوف « استشارية أمراض الجهاز الهضمي والكبد في أحد مستشفيات المدينةالمنورة والتي نشرت « الحياة « قصتها يوم الأربعاء الماضي وهي تعالج الآن من « سرطان المخ « في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض ، وقد تكالبت عليها ظروف الحياة القاسية حيث فقدت ثلاثة من أبنائها في حادث مروري ولم تبق لها وهي « مطلقة « غير ابنة واحدة باتت تخشى على مصيرها على ما ستتركه لها من ديون ومن احتمال الطرد من مسكنها الذي استأجرته لها جمعية السرطان . هذه الطبيبة التي قدمت لمجتمعها حياتها ، وكان من الممكن أن تستمر في أداء دورها لولا إرادة الله وامتحانه لعبده المؤمن ، أليس بالإمكان أن تنظر وزارة الصحة أو أي جهة أخرى إليها نظرة شفقة ورحمة فترعاها وتسدد لها ديونها وتطمئنها على مستقبل ابنتها ، وتقتص لها من المعاملة السيئة التي تتعرض لها من موظفي الخدمة الاجتماعية بمدينة الملك فهد الطبية الذين لم يراعوا حالتها المرضية والنفسية .. ارحموا هذه الإنسانة التي كانت في يوم من الأيام أحد الذين يعملون ويسهرون على رعاية الآف المرضى الذين قدمت لهم عصارة علمها وتجربتها ووقتها .. ارحموها فالله يحب من يرحم عباده ويعطف عليهم .