فرضت قضية سبّ الصحابة نفسها بقوة على جلسات المؤتمر الرابع عشر لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وطالب العلماء خلال مشاركتهم في أعمال اليوم الثاني المختتم للمؤتمر بضرورة التصدي لكل من يقوم بالطعن في الصحابة وفى سيرتهم العطرة ، واصفين هؤلاء المتهمين لصحابة رسول الله بالردة والكفر وأنهم جهلة ويردّ عليهم كفرهم لأنهم بذلك يتهمون الرسول صلى الله عليه وسلم بالفشل في تربية هذا الجيل!!! . وكان شيخ الأزهر قد أعلن أن البيان الختامي للمؤتمر تم إرجاؤه ليوم الخميس المقبل حتى يعرض بشكل نهائى على جلسة المجمع الشهرية. وأكد شيخ الأزهر أن العصر الحالى يشهد تعدد الإساءات والاتهامات لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل بعض غلاة الشيعة ، مما يوجب مواجهة هذه الهجمة على الصحابة وإسقاط ما يريده على ألسنة أصحابها ، ويتطلب وضع آليات لهذه المواجهة لذلك فقد قرر المؤتمر إرسال نسخة من البحوث والبيان الختامي للمؤتمر إلى العناصر الشيعية التى تتبارى فى الهجوم على الصحابة الذى بذل فيه العلماء جهداً كبيراً لتوضيح صفات الصحابة وقربهم لآل بيت رسول الله والمحبة المتبادلة بينهم . من جانبه أكد د. محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف المصري أن الإسلام بناء متكامل يسعى أعداؤه لهدمه ، وهذا البناء يتكون من القرآن والسنة فالقرآن الكريم تكفل الله بحفظه ، ولكن تبقى السنة النبوية هى المعرضة للتشكيك فيها ويجب علينا المحافظة على هذه السنة والدفاع عنها . وإن أسهل طريق للتشكيك فى السنة النبوية فى هذا العصر هو التشكيك فى الصحابة أنفسهم ، فهم رواة الحديث النبوى عن رسول الله . وأضاف زقزوق أن هناك نوعين من المشككين أحدهما اتجاهه مذهبي وبالتالى لا يتعرف بالأحاديث المعروفة والمشهورة التى رواها كبار الصحابة ولا يريد أيضا أى إشارة للصحابة رضوان الله عليهم فى القرآن الكريم، والنوع الثانى هم الذين يريدون التشكيك فى السنة بشكل عام وهم القرآنيون وللأسف الشديد إن التشكيك فى الصحابة هو بوابة هدم السنة لذلك يجب العمل على إعادة الثقة للمسلمين فى العالم لصحابة رسولهم . وقد أكد د. على جمعة مفتي مصر أن الذى يتّهم الصحابة ويطعن فى سيرتهم فإنما يتّهم النبى صلى الله عليه وسلم نفسه بالفشل فى تربية هذا الجيل الذهبي لدولة الإسلام، هذا ما نرفضه نحن أهل السنة لأن الجيل الأول للصحابة يمثل مدرسة الأمة الأولى ومرجعيتها الأساسية ، مفنداً الشبهات التى يسوقها البعض حول الامام البخارى وما يقال أن البخارى لم يرو عن آل البيت ، ومؤكدا أن هذا الأمر كذب وافتراء فقد روى الإمام البخاري عن محمد الباقر ولم يرو عن ابنه جعفر الصادق وليس هناك موضع ذكرت فيه السيدة فاطمة فى صحيح البخارى، إلا قال عنها عليها السلام ، وأشار إلى أن أهل السنة والجماعة عبر العصور يحبون آل البيت ويوقّرونهم ، ولم يختلف الناس على ذلك إلا فى وقت ظهور البدع ، راصداً أحوال صحابة رسول الله وآل البيت والمحبة المتبادلة بينهما وأكد أنهم كانوا يتسامرون ويتحابون ويسمّون أبناءهم بأسماء الصحابة وكذلك كان يفعل الصحابة.