ضمن التطور التقني الذي نعيشه كل يوم، تخرج علينا بعض التقليعات والتشويهات من هنا وهناك بتسارع يجعل من غير الممكن ملاحقتها سواء من ناحية اختراق بعض الاستوديوهات ودور السينما وعمل نسخة من العمل وتوزيعه دون إذن الشركة المنتجة، أو سرقة ألبومات لأعمال غنائية ونشرها في مواقع الإنترنت وبالتالي السطو على الكثير من الأعمال الأدبية والفنية، أقصد هنا التشكيلية بشكل خاص لقد أصبح من المتاح لكل هؤلاء الدخول إلى بعض المواقع الشخصية لفنانين معروفين ونسخ أعمالهم كما هي أو تكبير جزء منها وعمل بعض الرتوش كي يتصور المتلقي أنها أعمال جديدة تأثرت من أسلوب ذلك الفنان أو تلك الفنانة، ومن المعروف أن الأعمال المنسوخة والمقلدة قد تقع في خطأ كبير يكشف عن عدم فهم أو قلة دراية للمزيف الذي سريعًا ما يقع أمام الخبراء نتيجة لاختلاف حجم المنسوخ أو المنقول عن الأصل، ولذلك هناك دراسات متخصصة وقدرات كبيرة لمن يأخذون على عاتقهم كشف مثل تلك الأمور، ونطلق عليهم اسم خبراء الكشف عن التزييف، وقد شاهدت مثل تلك الأعمال التي يتم التحقق منها بالأشعة وتحت ضوء متغير بمرشحات وأساليب متعددة إضافة للتحليل الكيميائي لعينات من اللون تأخذ بمنتهى العناية، وأيضًا البحث وراء الشجرة اللونية وتفريعاتها التي يعتمدها الفنان في تلك المرحلة من حياته، ولعلنا هنا نختصر تلك الإجراءات التي تتم للتعريف بأن هناك جهات مسؤولة يمكنها التعرف بسهولة على التقليد ولكن مع تسارع تطوير التقنيات يتصور بعضهم أنه لا يمكن كشف الزيف إلا إذا اعتمد على الحمض اللوني تمشيًا مع الحمض النووي الذي يلجأ له القضاء لإثبات النسب. خلاصة القول إنه يجب الاستفادة من التقنيات في كثير من الأمور النافعة والتي تعمل على تطوير القدرات ولكن من أرادها سطوًا وتعديًا تحت مسميات رومانسية مثل الاقتباس أو الحصول على نسخة من عمل يعشقه ويتمناه عليه أن يراعي حقوق الملكية الفكرية ويعي أهمية احترام وتقدير العمل وإذا كان التقليد عمل مشروع للطلاب والدارسين في بداياتهم فعليهم أن يدركوا أنها أعمال للتدريب ليس أكثر ولا يسمحوا لأنفسهم بوضع توقيعاتهم إلا وعي ممهورة بكلمة عمل الطالب فلان تحت إشراف الأستاذ كذا، ومن هنا نستطيع أن نقلل من حجم استسهال النسخ والاقتباس والسطو والعمل أو البحث عن مكونات حمض لوني خاص لكل فنان يمثل البصمة الشخصية كما في ال(DNA).