نتفق جميعًا أن الهلال استحق نجومية الموسم بعمل احترافي جبار، وليلة السبت أكد علو كعبه وهو يخوض اللقاء النهائي على كأس سمو ولي العهد بنَفَس طويل لا يملكه إلاّ فريق مجهز تمامًا، فلم يؤثر هدف السفّاح في معنويات الفريق، بل زاد توهجًا، وتعامل مع المجريات بتركيز كبير، وأثبت مدربه البجيكي أنه داهية، استطاع التلاعب بمدرب الأهلي فارياس، حين لعب بالسويدي ويلي هامسون في الجهة اليسرى، تاركا لظهير الأهلي الأيسر يتحرك، وبالتالي فتح المساحات التي يريدها، ومن ثم وفق الهجوم الهلالي بتقديم ياسر القحطاني كطعم (خلخل) الدفاع الأخضر، حتى حلّت الكارثة، فالهدف الأول جاء من فراغ تام، لا يليق بفريق يلعب النهائي، ووجد ويلي نفسه وحيدًا يدحرج الكرة في المرمى الفارغ، ودونما حراسة، أو رقابة، وبالفعل كان الهدف الثاني، وكان بالإمكان أن يسجل نيفيز وياسر دونما أي مضايقة، فقد أجاد فارياس (نوعًا ما) في رقابة نيفير بالسفري، لكن الخبرة تفوقت في النهاية، وظل الأخير يسحب رفيقه إلى الوسط والمساحات الشاغرة حتى أفرغ الوسط الأهلاوي من عدته، فكان ما كان. ووقع فارياس في (فخ) الدموع الساخنة التي ذرفها مالك معاذ (معترضًا) على إخراجه في لقاء الشباب، فتوجّس خيفة أن يبعد مالك (السلبي)، وعلى استحياء زج بالجيزاوي، ولكن الوقت لم يسعفه، وحال الهلال يختلف عن الشباب، فالتعليمات تقول القبض على أي كرة يحاول الجيزاوي التسلل بها إلى مرمى العتيبي، وتكفل رادوي بهذه المهمة، ووصل الأمر إلى إيقاف اللاعب بأي طريقة كانت، ومهما كان (الثمن). قدم الهلال مهر هذه الكأس، وأثبت أنه الأفضل بين كل فرق الدوري ال (12)، ومَن يدري قد يضيف البطولة الأخيرة.. أمّا الأهلي فالأيام كفيلة أن تعيده بطلاً كما كان في السابق، ويبدو أن (غرور) مدربه قاد الفريق لهذه الخسارة، وحين سجل (السفاح) الهدف الافتتاحي للقاء ظن الجميع أن الأهلي سائر (لا محالة) نحو كأس ولي العهد، لكنه خذل محبيه بطريقة (مكشوفة)، فلم يكن أحد من الأهلاويين يثق في (تصميم) الأهلي على المثابرة، وعاد الكتان كما كان، ولن يكون هناك جديد، طالما أن بعض لاعبي الأهلي لا زالوا يفكرون بالطريقة القديمة، والمتمثلة في تمويت اللعب، واللعب على أرجل المهاجمين كما فعل المسعد مع السويدي ويلي هامسون، وجفين مع القحطاني، ومتى بقي هذا المدرب دون ضغوطات سيقود الأهلي إلى سابق العهد، مع قليل من العمل المنظم البعيد عن المجاملات، فلم يكن يستحق أن يلعب مالك اللقاء، والأهلاويون خير مَن يعلم أنه ومنذ عودته من الإصابة لم يكن يومًا في فورمته الفنية، ومسألة إشراكه مكان لاعب جاهز بوزن الجيزاوي ظلم للفريق، وقد دفع ثمنه بطولة كبيرة قد لا تتكرر ظروفها السهلة مرة أخرى قبل ردح من الزمن. ألف مبروك للهلال، وحظ أوفر للأهلي، ولكل الفرق التي لم يحالفها الحظ، وربما أكثرها شعورًا بالمرارة (الاتحاد) الذي ودّع ثلاث بطولات، وتبقى له واحدة، ومَن يدري ربما يكون بطلها، وقد تعود أن يكون الطرف النهائي لها منذ ولادتها، وها هو هيكتور يحاول أن يسير بالفريق، وربما المأخذ الوحيد عليه هو استعماله الصداع الاتحادي السابق (عبيد الشمراني) الذي طالما أوجع رؤوس الاتحاديين، بل غالى في التصرفات، حين تصرف برعونة، ومن الصعب أن تنسى الجماهير الاتحادية ما (صنع) تجاهها، ليتكرر السؤال الذي طرحناه ألف مرة.. ألا يستطيع فريق بوزن الاتحاد أن ينتج لاعبًا للظهير الأيمن يكفيه (تخبيصات) هذا الشمراني، ويعين الفريق وقت أن يصاب الرهيب، أو يتمرد، أو يغادر النادي؟