احتضنت مملكة البحرين خلال الأيام الماضية مهرجان الخليج الحادي عشر للإذاعة والتلفزيون لدول مجلس التعاون الخليجي. هذه التظاهرة الإعلامية والفنية التي جمعت أبناء الخليج من مسئولين ومبدعين ومثقفين وإعلاميين ومنتجين ، جمعتهم تحت لواء الإعلام المقروء والمسموع والمرئي ، الباحث عن الجديد مختزلاً الماضي في الحاضر مع التعامل الإيجابي بكل صراحة وشفافية كاملة. الإعلام الرسمي لم يعد وحده في الساحة ، فهناك إعلام الأفراد والمؤسسات والأحزاب والمنظمات وجميعها تهدف إلى خلق أجواء تمارس فيها سلطة الرأي العام ، وتمارس من خلالها حرية التعبير. وللمتابع لمسيرة مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون منذ بدء انطلاقته قبل أكثر من ثلاثين عاماً يمكنه أن يدرك دون عناء أن الأهداف الحقيقية التي ينتهجها المهرجان تفوق بكثير الأهداف المعلنة للمهرجان والتي يصب معظمها في خانة دعم النشاط الإذاعي والتلفزيوني سواءً في الدول الأعضاء في جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج أو في الدول العربية التي تشارك بأعمال في المهرجان ، وإيجاد سوق عربية للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني يتم من خلالها تبادل الأعمال الفنية من مسلسلات وبرامج ثقافية وتاريخية ودينية وأفلام وثائقية وتعزيز أواصر التعاون بين الجهات العاملة في الميدان ذاته إذ أن وراء كل هدف معلن مجموعة من الأهداف والغايات الكبار التي تستنهض بوجدان وعقل المواطن العربي على وجه العموم والمواطن العربي الخليجي على وجه الخصوص ، وتحفز لديه مشاعر الانتماء والحب والوفاء للوطن كي يبقى عزيزاً وحراً وشامخاً على الدوام. وقد مر جهاز الإذاعة بتلفزيون الخليج عبر مسيرته التاريخية أيضاً بعدد من المراحل التطويرية التي فرضتها الاكتشافات التقنية المتسارعة والثورة المعلوماتية التي شهدها العالم في العقدين الأخيرين من القرن الميلادي الماضي وذلك منذ أن تولى القيادة الأولى لهذه المسيرة العظيمة التاريخية معالي الدكتور/ محمد عبده يماني من عام 1977م – 1983م والذي كانت له إسهامات كبيرة جداً في تحقيق الأهداف والغايات التي أنشئ من أجلها هذا الجهاز ، مروراً من بعده بعدة قيادات بارزة حتى جاء الدور على تولي معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور/ عبدالعزيز بن محي الدين خوجة دفة وقيادة هذا الجهاز من 14/فبراير/2009م حتى الآن ، والذي يعتبر أول من شغل منصب مدير عام هذا الجهاز في عام 1977 – 1981م. وعلينا أن نوجه الشكر والتقدير إلى مملكة البحرين ممثلةً بمعالي وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على تقديم كافة التسهيلات التي ساهمت في إنجاح هذا المهرجان ، كما نشيد بالجهود المبذولة لسعادة الدكتور/ عبدالله بن سعيد أبو رأس – مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج ، والأمين العام على المهرجان على ما تم بذله في سبيل إنجاح هذا المهرجان والمعرض المصاحب والفعاليات والمسابقات المقامة بخروجه بهذا الشكل الجميل وبجمعه لوزراء الإعلام وكبار المسئولين بمختلف الأجهزة الإعلامية بدول مجلس التعاون تحت سقف واحد في الخروج بكل ما هو جديد ومفيد يهم مصلحة المواطن الخليجي والعربي بالدرجة الأولى. ولا نغفل الدور الكبير الذي يلعبه المهرجان في تكريمه لنخبة من الرواد والمبدعين على المستوى الخليجي والعربي وإيصاله رسالة واضحة للجميع بأنه يقف وراء كل مواطن خليجي وعربي مبدع يخدم الرسالة الخليجية .