عندما يجلس الفرد في هذا البلد مع الذات يفكّر في الأعمال الخيرية، يتبادر إلى ذهنه مباشرة الأمير ممدوح بن عبد العزيز، الذي أبى إلاّ أن يساهم مساهمة مخلصة بدون كلل أو ملل، بعيدًا عن الأضواء والدعاية الإعلامية في مد يد الإحسان والعطف والشفقة على كل محتاج ومكلوم، بلا رياء، ولا سمعة في تواضع جم، وعطف، حيث لا حواجز تفصل بينه وبين صاحب الحاجة. إذ يستقبل المئات من المواطنين والمقيمين على حد سواء، فلا تفرقة، ولا تمييز. مدرسة للتواضع والزهد، ونهر للخير الذي لا ينضب. لقد أصبح اليوم مضربًا للمثل، وقدوة يُحتذى به في التراحم. فقد ندر في عالمنا المعاصر، وافتقدنا هذه النماذج الخيّرة الذين يشرعون أبوابهم للجميع بلا تفرقة، ولا تمييز. الكل سواسية.. لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال الخير في أمتي إلى قيام الساعة. فهذا الرجل المخلص وأمثاله لايزال في عيون شعبه، ومواطنيه يكنّون له التقدير والاحترام، ويدينون له بالفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- وخاصة ذوي الدخل المحدود، الذي كان لهم يدًا ممدودة بالخير، سبّاقة في تراحم وترابط لا ينفصم، نسيجه الإيمان والعقيدة؛ ولأنه يربط الأفئدة بالقلوب ضمن وحدة وطنية رائعة. فكم من عائلة أعاد لها البهجة والسرور، عندما تحقق لهم أملهم، وييسر لرب الأسرة، ويخفف عنه ما يعانيه من ظروف معيشية. فكم من مرضى انقطعت بهم السبل، وذوي دخل محدود تكفّل شخصيًّا بتكاليف عملياتهم في المستشفيات الخاصة داخليًّا وخارجيًّا. وكان البلسم الشافي، والمعين لهم -بعد الله سبحانه وتعالى-.. ولقد تشرّفتُ بالحضور إلى مجلسه المفتوح في مدينة جدة، الذي يلقي فيه نخبة من أهل العلم الدروس والمواعظ الشرعية الحاضّة على الاعتدال والوسطية. لقد اكتسب الأمير الإنسان المحبة (وما تفعلوا من خير يعلمه الله). وقال تعالى: (إن الله يحب المحسنين).