أكد وزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربى الأحد أن النظام اليمنى يعمل على التأكد من أن طلب الحوثيين للصلح جاد وحقيقي وليس مجرد فرصة لاستردادهم قوتهم ، وذلك بما يضمن عدم اندلاع حرب سابعة في محافظة صعدة شمال غرب اليمن. ورأى القربي في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من القاهرة أن مبادرة عبد الملك الحوثى زعيم المتمردين الشيوعيين لانهاء العنف والقتال جاءت بعد أن "وجد أن محاولاته لفرض مطالبه بالقوة لن تتحقق وبالتالي قبل بالشروط الستة التي وضعتها الحكومة، وعليه الان ان يلتزم بتنفيذ تلك الخطوات، وقد تسلم وثيقة الجدول الزمني لتنفيذ شروط الحكومة من وسيط وهو وسيط يمنى وليس خارجيا". وحول ما تردد من أن سبب مبادرة الحوثى لانهاء العنف هو خشيته من التصاق اسمه وجماعته بتنظيم القاعدة خاصة بعد الحملة الدولية التى تتصاعد للقضاء على هذا التنظيم باليمن ، أوضح القربى :" لا أعتقد ذلك، فالقاعدة موجودة في أماكن كثيرة بالعالم وقياداتها منتشرة في العديد من دول العالم ، وهذه من الاطروحات التى تقدمها بعض مراكز الابحاث لهوى في نفوس البعض منها". ورفض الوزير الاجابة على تساؤل حول أسباب إقالة محافظ صعدة السابق حسن محمد مناع وما إذا كان متورطا في نقل أي معلومات استخباراتية للحوثيين أو تزامن ذلك مع دفاعه عن نشاط أخيه فارس مناع في تجارة السلاح ، واكتفى بالقول :"هذا جانب أمني ، وهذا الموضوع تفاصيله لدى الاجهزة الامنية" ، إلا أنه عاد وشدد بالقول:"تجارة السلاح منظمة في اليمن ولكن تهريب السلاح طبعا غير قانوني". وجاء قرار اقالة مناع بعد أيام من اعتقال شقيقه الذي سبق أن ترأس لجنة الوساطة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين واعتقال ستة اخرين من كبار تجار السلاح لاتهامهم بتزويد الحوثيين بشحنات أسلحة وذخائر مهربة من خارج البلاد وبحسب مصادر محلية فإن المتمردين الحوثيين سطوا على مخزن أسلحة يعود لفارس مناع ، ونقلوا الأسلحة في نحو 20 شاحنة . ولم يبلغ مناع السلطات في صنعاء بذلك إلا بعد يومين ، الأمر الذي أثار حفيظة صنعاء. أما فيما يتعلق بما طرحته بعض مراكز الدراسات لاحتمالية تقسيم اليمن إلى ثلاث مناطق تخضع للنظام الحاكم والحوثيين والانفصاليين بالجنوب قال :"هذه هي حالة المحللين السياسيين فى كثير من الامور ، فالمحلل يحلل إما وفقا لمعلومات تصله وقد تكون معلومات غير دقيقة أو وفقا لتوجهات سياسية تجعله يقدم هذه التحليلات" وأضاف القربى :"هناك طبعا بكل تأكيد مبالغة بقضية القاعدة في اليمن ولكن ايضا هناك قاعدة باليمن ، وليس المهم الان ما هي الاعداد ، المهم هو بناء قدرات قوات الامن اليمنية لمواجهة القاعدة وهذا ما يقوم به اليمن ، ومطلوب من المجتمع الدولى كما ظهر فى مؤتمر لندن دعم قدراتنا في مكافحة الارهاب والتطرف" وأردف "أما قضايا تقسيم اليمن وهذه النظريات التي تروج لها عناصر من الانفصاليين القدامى الذين خسروا معركة الانفصال في عام 1994 أو بعض الحوثيين ، فهذه كلها احلام لان الشعب اليمنى متمسك بوحدته وكذلك الوطن العربي والحكومات العربية والجامعة العربية ، والاخ عمرو موسى صرح بصريح العبارة بانه لا يمكن القبول باى دعوة لانفصال اليمن فالوحدة اليمنية تعد من اهم واكبر الانجازات العربية فى النصف الاخير من القرن الماضى" ونفى الوزير حدوث أي مشاكل بعد إعلان فتوى علماء اليمن بالجهاد ضد أي تعاون أو تدخل امني خارجي ، موضحا :"لا توجد أية مشاكل ، هذه الفتوى ليست قرارا سياسيا وإنما هي فتوى دينية .. وهى تنطلق من رفض وجود قوات اجنبية في اليمن وليست ضد مكافحة القاعدة أو ضد مواجهة الخارجين على القانون" وحول إمكانية أن تساهم اموال الدول المانحة فى حل مشاكل اليمن السياسية والامنية والاجتماعية ، أجاب القربى :"التنمية وتحقيق نمو اقتصادي في اليمن وخلق فرص عمل ومحاربة الفقر بالتأكيد ستساهم إسهاما كبيرا فى معالجة الاوضاع التي يعانى منها اليمن ، بالطبع هناك جوانب تحتاج لإرادة سياسية فيما يتعلق بالاصلاحات السياسية ، وكما يتابع الجميع هناك جهود ودعوات متكررة من الحكومة الى كافة الاطراف السياسية والفعاليات السياسية للحوار" أما فيما يتعلق بعدم إنفاق الجزء الأكبر من تعهدات مؤتمر المانحين في لندن 2006 لعدم قدرة اليمن على استيعاب ما تعهد به المانحون وقيمته خمسة مليارت دولار ، أوضح القربى :"أحد اهداف مؤتمر لندن 2010 هو النظر فى الاليات التى ادت الى عدم استغلال المبالغ التى قدمت لليمن فى عام 2006 وما هى اوجه القصور التي كانت من الجانب اليمنى وما هى اوجه القصور من جانب المانحين حتى توجد اليات جديدة نتجنب فيها هذا القصور فى التنفيذ".