لم تشفع عشرة سبع سنوات قضاها "ايمن" مع رفيقيه اللذين قتلهما بطعنات مميتة نفذها في رفيقه الاول وهو نائم على سريره داخل سكنهم في حي الصفا بجدة، فيما اجهز على الآخر الذي بقي في انتظاره اكثر من خمس ساعات ولاحقه حتى غرز السكين في جسده اكثر من عشر مرات امام المارة بشارع ام القرى. والغريب أن القاتل بقي بجوار ضحيته وهو غارق في دمائه منذ صلاة الفجر وحتى الساعة الحادية عشرة ظهرا في انتظار ضحيته الثانية حيث اجهز عليه بمجرد وصوله بطعنة اخرى امام الجميع. الحادثة التي شهدها حي الصفا بجدة وكانت حديث العاملين بحلقة الخضار كون القاتل وضحيتيه من العاملين في الحلقة منذ اكثر من خمس سنوات، روى تفاصيلها الجاني (ايمن) الذي صادق على اعترفاته شرعا، حيث قال انه ضاق ذرعا بتحمل تصرفات رفيقيه وما يمارسانه ضده من احتقار وسيطرة وفرض شخصيتهما عليه. واستطرد موضحا كيف قام بفعلته قائلا: عدت قبل 15 يوما من اجازتي التي قضيتها مع اسرتي في مصر ولم اكن اعلم بانني لن اعود إليهم ثانية، التقيت بالقتيل وكان رفيقي منذ سنوات وكنت اعاني من تصرفاته وكأنه ولي امري، حتى انه كان يحقرني امام الجميع ويحاول التقليل من شأني ويسيء لي امام كفيلي ويقلل من ادائي عنده. ويكمل أيمن : بعد عودتي التقيت القتيل، كان يحدثني بأنه يعمل على تنفيذ صفقة رابحة وعمليات تجارية تدر عليه دخلا وفيرا، وان علي مواصلة ما كان يقوم به خلال اجازته وعرض علي فواتير عليها اختام المؤسسة ومصدقة من عدة جهات وبدون اي بيانات للبضائع المباعة دون ان اجد البضائع التي يتم بيعها. ويضيف : كان القتيل يعد لمغادرة البلاد بعد 15 يوما علي ان اتولى عملية تصريف تلك الفواتير لعملاء خاصين به، وفي يوم من الايام وقبل الحادثة بيومين التقى رفيقي الذي اجهزت عليه وافدا اسيويا وعرض عليه الفواتير وباعها بقيمة تصل الى 500 ريال تقريبا، وابلغني بأنه سيخبرني لاحقا، وقبل الحادثة بيوم التقى بوافد آخر وسلمه الفاتورة وتقاضى مبلغها وقال له انه سيغادر البلاد وسيكون التواصل عن طريقي إلا انني رفضت في حينها واصريت على ان اعرف ما يحدث بالتفصيل. ليلة الحادثة يواصل أيمن: وفي ليلة الحادثة خرجنا من المنزل واتجهنا الى احد المطاعم وحاول اقناعي بتولي المهمة والعمل على توزيع تلك الفواتير واستلام مبلغها وتحويله على حسابه بعد حصولي على الأجر الذي سأتقاضاه، الا انني اصريت على موقفي فانهال علي بالسباب والشتائم، هنا عادت بي الذاكرة الى ما كان يمارسه معي من تصرفات وغمز ولمز برفقة شخص آخر (القتيل الثاني) لنعود الى المنزل وانا اشتاط غضبا، تركني وحيدا في احدى الغرف وغادر للنوم، فيما بقيت انا طوال ليلي افكر بما كان يقوله لي ليصدح صوت اذان الفجر ويتملكني الشيطان لأبقى داخل المنزل بدلا من الخروج الى المسجد لاداء الصلاة. يتذكر ايمن لحظة الحادثة ويلعن الشيطان نادما ولكن بعد فوات الأوان. ويروي مزيدا من التفاصيل : “بعد اذان الفجر مباشرة سحبت سكينا من المطبخ واتجهت الى خصمي وهو نائم على فراشه ولم امكنه من التقاط النفاسه حتى اجهزت عليه بعدة طعنات لم يتمكن بعدها من رفع رأسه وكتمت انفاسه وبعد أن تأكدت بأن روحه زهقت بقيت الى جواره وروائح الدماء تعج بالغرفة، بانتظار رفيقه الذي كان معه يتآمران ضدي، انتظرته حتى وصل عند الساعة الحادية عشرة ظهرا ، وبمجرد دخوله هاجمته بالسكين وغرستها في ظهره ، حاول الهرب وانا الاحقه حتى تمكنت من الإمساك به بين السيارات وسددت له عدة طعنات، عندها تركت السكين إلى جواره وجلست على الرصيف، وما هي الا دقائق حتى حضرت الدوريات الامنية وتجمع المتجمهرون، وكنت في وضعي الطبيعي ولم اشعر بأي تغيير في داخلي وكأنني لم اقتل احدا.