يشهد جسر الستين "الصحيفة" جنوب محافظة جدة هذه الأيام تجمعات لعدد كبير من المخالفين لنظام الاقامة والعمل. ورصدت "المدينة” خلال جولتها الميدانية صباح أمس ممارسات عديدة منها بيع عشوائي للمواد الغذائية "مجهولة المصدر" اضافة الى انشاء مساكن لنوم المخالفين كانت عبارة عن اكواخ وعشش مبنية من الكراتين والواح الخشب والزنك، واتسم الموقع بكثرة اكوام النفايات وبقايا المأكولات والحفائظ الصحية للاطفال الذين تكاثر عددهم أكثر من ذي قبل !!. وحذّر عدد من اصحاب المحلات التجارية المجاورين للموقع من مخاطر استخدام المخالفين لانابيب الغاز التي تمثل “قنابل موقوتة” في الطهي تحت الجسر بجوار السيارات. وعلى الرغم من زيادة عدد الرحلات التي تقوم بها ادارة الوافدين (الجوازات) والتي نقلت آلاف المرحّلين من مخالفي نظام الاقامة الا ان العدد تحت جسر الستين في زيادة مستمرة ليس من جدة فقط بل من جميع مدن المملكة حسب اقوال المتحدث الاعلامي بالجوازات. وقد تكاثرت اعدادهم على الرغم من ارتفاع معدل حملات الترحيل والتي تتعاون فيها ادارة الجوازات مع شرطة جدة ، حيث تجمع ظهر أمس اعداد كبيرة من المخالفين من جميع الجنسيات وشكلوا تكتلات مطالبين بسرعة ترحيلهم !!. قضية مأساوية "المدينة" التقت عددا من المخالفين تحت الجسر وكان محور حديثهم انهم تعبوا من بقاء الوضع كما هو عليه ، مطالبين الجهات المختصة وقنصليات بلادهم النظر في أمرهم وإنهاء قضيتهم التي قالوا عنها إنها "مأساوية"، ومنهم اقبال الدين (بنجلاديشي) والذي أوضح انه مريض ويعاني من أمراض عديدة بعد ان كبر في السن ويرغب في العودة الى بلاده ولقاء زوجته وابنائه. اما تسنيم فاخر (باكستانية) فتقول : إنها هربت من بيت مكفولها قبل عدة سنوات، وعملت في بيوت كثيرة والان سكنت تحت الجسر من اجل الحصول على رحلة مجانية للعودة الى بلادها بعد ان حوّلت جميع مدخراتها الى زوجها في باكستان وهي الان لا تملك قوت يومها!!. مخاطر الحرائق المواطن محمد عبدالعزيز حيدر قال : إن المخالفين تحت الجسر يستخدمون انابيب الغاز "الدوافير" ويجاورون اعدادا كبيرة من السيارات الخاصة باصحاب المحلات التجارية، مشيرا إلى ان هذه الممارسات تشكل خطورة كبيرة تنذر باحتمالات لاندلاع حرائق كبيرة تحت الجسر. معارك الاختلاط واتفق معه المواطن عيسى عواجي، مضيفا ان الممارسات التي يقوم بها المخالفون لاتتفق مع عادات وتقاليد هذه البلاد ، لافتا الى ان المعارك تندلع بينهم في فترات المساء بسبب الاختلاط الذي يحصل بينهم ، وقال المواطن (محمد يحيى مهدلي) ان بيع المواد الغذائية المنتهية الصلاحية تشكل خطورة كبيرة على الجميع ، اضافة الى الروائح الكريهة التي تنبعث من الاكواخ والعشش التي بنوها تحت الجسر ، ولا شك ان هذه الممارسات تعكس صورة غير حضارية لمدينة جدة التي تعاني من تلك التجمعات!!.