يسعى الاجتماع الدولي رفيع المستوى المنعقد في العاصمة البريطانية لندن لدعم اليمن في حربه ضد القاعدة من خلال محاربة الفقر الذي يخلق تربة خصبة للمتشددين. وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن بلاده تواجه خطر أن تصير دولة فاشلة ما لم تساعدها القوى الغربية في تطوير اقتصادها بحيث يجد الشبان بدائل عن نهج التشدد، وأكد أن حكومته تنتظر التزاما بدعمها ماديا وأمنيا لمكافحة التشدد، وبدعمها سياسيا عبر التأكيد على وحدة البلاد واستقرارها. وقال القربي في لقاء مع خبراء واعلاميين في معهد شاتهام هاوس للدراسات مساء الثلاثاء "ما نريد من هذا الاجتماع هو الالتزام. نريد اعلانا من هذه المجموعة من الدول، وقد تنضم دول اخرى في المستقبل، يشمل التأكيد على الالتزام بمواجهة تحديات التنمية في اليمن"، وذكر ان "جزءا مهما من ذلك هو تطبيق القائمة المصغرة من برنامج الاصلاح التي تعطيها الحكومة اولوية والتي تضم عشر نقاط". وقال القربي الذي وصل الى لندن للمشاركة في اجتماع لندن ضمن وفد رسمي يرأسه رئيس الوزراء علي مجور ان النقطة الثانية مما تتوقعه صنعاء من الاجتماع هو التأكيد عى "بناء قدرات اليمن على محاربة التشدد"، واعتبر ان ذلك "جزء من برنامج التنمية الا انه يضم وجها آخر يتعلق بالامن اذ يتضمن بناء قدرات الوحدات اليمنية في مجال مكافحة الارهاب". الا ان القربي قال ايضا ان حكومته بحاجة الى دعم سياسي. وقال ان "النقطة الثالثة (من توقعات الحكومة) تتعلق بالوضع السياسي في اليمن وبالطريقة التي يتم تصوير الاجتماع في العالم العربي على انه اجتماع للتدخل في شؤون اليمن الداخلية وليس لمساعدة اليمن والعمل معه لمواجهات التحديات"، واضاف "بالتالي يجب ان يكون هناك اعلان واضح بأن الاجتماع هو لدعم وحدة اليمن واستقرار اليمن". ودعا جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الى الاجتماع على عجل بعد ان اعلنت القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليتها عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب امريكية في رحلة من امستردام الى ديترويت يوم عيد الميلاد وكان على الطائرة 300 شخص. وأبرزت المحاولة كيف يمكن للقاعدة ان تهدد المصالح الغربية من اليمن ومخاطر تحوله الى دولة فاشلة مما يفاقم من التحديات الامنية الموجودة بالفعل في دولة الصومال التي يغيب عنها القانون في الجانب الاخر من خليج عدن. ويشارك في الاجتماع دول مجموعة الثماني وجيران اليمن في مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى مصر والاردن وتركيا ومن المتوقع ان يتمخض عن دعم قوي لليمن وفي الوقت نفسه المضي قدما في التنمية الاقتصادية والاصلاح. كما سيشارك في الاجتماع الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وقال ايفان لويس وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية في تسجيل فيديو بث على موقع حكومي "اليمن ليس دولة فاشلة لكنه دولة هشة بدرجة لا تصدق، "نود ان نصل الى هناك مبكرا لنعرض المساعدة ونحول دون ان يصبح اليمن دولة فاشلة." وذكر ان الاجتماع الذي سيركز على مساعدة حكومة اليمن على انعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل وتحسين الصحة والتعليم والقانون والنظام، كما ستضغط الوفود الغربية على اليمن للمضي قدما في الاصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد، وترأس هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية وفد واشنطن في الاجتماع.