يستفيد من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حاليا نحو 70 ألف طالب وطالبة يواصلون تعليمهم العالي في أكثر من 15 بلدا من بلدان العالم . وعكس البرنامج رؤية حصيفة من لدن خادم الحرمين الشريفين من أجل النهوض بالتعليم العالي وإثرائه من خلال الاستفادة من مخرجات التعليم في أرقى بلدان العالم. ومن المعروف أن الإبتعاث في المملكة العربية السعودية منذ عام 1346ه عندما أمر الملك عبدالعزيز بإرسال الطلبة للدراسة في الخارج على حساب الدولة. وكانت بداية ابتعاث الطلبة السعوديين حين صدر قرار مجلس الشورى بناء على توجيه ملكي كريم بإرسال أربعة عشر طالبا إلى مصر لإتمام دراستهم الجامعية في مجال القضاء الشرعي، والتعليم الفني، والزراعة والطب والتدريس.وفي 12/7/1355ه أصدر الملك عبدالعزيز أمره بتأسيس مدرسة تحضير البعثات التي تعد أول مدرسة ثانوية أسست على النظام العصري . وفي نفس العام أرسلت الدفعة الثانية من الطلاب السعوديين وعددهم عشرة لدراسة العلوم الشرعية والعربية وأصول التربية والتعليم في مصر. ومع إنشاء وزارة التعليم العالي 1395ه انتقلت إليها مهمة الإشراف على المبتعثين. وفي عام 1426 ه تم إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يهدف إلى رفع مستوى الاحترافية المهنية وتطويرها لدى الكوادر السعودية. وبناء كوادر سعودية مؤهلة ومحترفة في بيئة العمل. وتبادل الخبرات العلمية والتربوية الثقافية مع مختلف دول العالم. والعمل على إيجاد مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية من خلال برنامج الابتعاث. وابتعاث الكفاءات السعودية المؤهلة للدراسة في أفضل الجامعات في مختلف دول العالم. وإيجاد تبادل ثقافي واجتماعي وعلمي بين المملكة ودول العالم الأخرى عبر السفير الثقافي (الطالب المبتعث). وتقوية روابط العلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية بين المملكة ودول الابتعاث الأخرى. وعندما بدأ البرنامج كان الإبتعاث متركزا على الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم توسعت قاعدة الابتعاث لتشمل جميع الدول المتقدمة بما فيها اليابان والصين وكوريا الجنوبية ودول أوروبا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها. ويتيح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إرسال الطلاب والطالبات السعوديين إلى أفضل الجامعات العالمية في مختلف دول العالم لمواصلة دراساتهم في مراحل البكالوريوس و الماجستير والدكتوراة. إضافة إلى مرحلة الزمالة الطبية. ويوفر البرنامج فرصة الابتعاث في عدة تخصصات علمية تحتاجها معظم القطاعات الحكومية والأهلية, وهي على النحو الآتي: الطب وطب الأسنان والزمالة والصيدلة و التمريض. إضافة إلى العلوم الطبية، والعلوم الصحية.والهندسة والحاسب الآلي والعلوم الأساسية التي تضم الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء. إضافة إلى تخصصات أخرى من بينها القانون والمحاسبة والتجارة الإلكترونية والتمويل والتأمين والتسويق. وقد أثبتت تجربة وزارة التعليم العالي في الإبتعاث أن الطالب السعودي قادر على تحقيق أعلى مستويات النجاح في أرقى الجامعات العالمية، وظهر ذلك من خلال عدد من الإنجازات الأكاديمية التي حققها مجموعة من المبتعثين السعوديين على أكثر من صعيد؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر نال المبتعث السعودي بجامعة بتسبرج الأمريكية الطالب نزيه شجاع العثماني جائزة التفوق كأفضل طالب دولي من خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجامعة، وحصل رئيس النادي السعودي بجامعة تكساس ( I@M ) المبتعث عيد بن مساعد المطيري على جائزة (WHO is who) على مستوى الجامعات الأمريكية لعام 2007 /2008، لتفوقه أكاديمياً ولمشاركته المتميزة في فعاليات الجامعات وأنشطتها. وفي أوروبا حقق المبتعث السعودي الدكتور حمدان الحازمي أكبر إنجاز طبي لطبيب غير فرنسي على الأراضي الفرنسية وبين جميع الأطباء المبتعثين لاستكمال دراساتهم العليا، أو ممارسة التدريب الفعلي بالمستشفيات الفرنسية.