حدث مهم شهدته كليات المجتمع وهو انعقاد ورشة العمل الكبرى (كليات المجتمع بالمملكة.. الواقع وطموحات التنمية) وذلك قبل أيام في رحاب جامعة الملك عبد العزيز برعاية معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وحضور سعادة وكيل الوزارة للشؤون التعليمية الدكتور محمد عبدالعزيز العوهلي، وحظيت بمشاركة فاعلة من معالي مدراء الجامعات ووكلاء الجامعات والزملاء عمداء كليات المجتمع بالمملكة ومشاركة وفد رفيع المستوى من خبرا ء ومسؤولي منظومة كليات المجتمع بالولايات المتحدةالأمريكية، كما دعي إليها عدد كبير من رجال وسيدات الأعمال وأسهموا بمشاركة وتفاعل في الفعاليات. إن ملتقى بهذا المستوى من الرعاية والمشاركة والحضور وحسن ودقة التنظيم من الجامعة، وأهمية جدول الأعمال وجدية النقاش والتوجهات، لابد وأن يكتسب أهمية خاصة، لتحقيق قوة دفع نوعية لكليات المجتمع بالمملكة، خاصة وأن عددها خمس واربعون كلية في أنحاء الوطن تغذي سوق العمل بكفاءات وطنية متخصصة في مجالات واسعة ومتكاملة، وأمامها تحديات كبيرة لتأكيد هذا الدور، وهو ما كان حاضرا وبقوة في ورشة العمل التي جاءت أولى نتائجها عاجلة غير آجلة عقب انتهاء فعالياتها. وهذه القناعة الأكيدة استشعرناها عمليا لدى الجميع، ولمسنا على مدى يومي الفعاليات التفاعل النشط من المشاركين من داخل المملكة وخارجها. لذلك يمكن القول أن هذه الورشة تفردت في أمر مهم هيأ ولله الحمد مقومات قوية لنجاحها ولم تكن تحتاج إلى صدى صوت، ولا بحاجة إلى خطاب من التمنيات في تفاعل لاحق من المسؤولين، فالرعاية لها من رأس هرم التعليم العالي ، كذلك جاءت المشاركة من رأس هرم الجامعات في المملكة، ومن رأس هرم كليات المجتمع، والتجاوب البناء من رجال الأعمال والمشاركة النسائية الفاعلة من داخل الجامعة ومن سيدات الأعمال، مما يعكس الشراكة الحقيقية في جهود استثمار الثروة البشرية الوطنية، وما أبداه الوفد الأمريكي من رؤى ونقاشات ووقوف شامل على تفاصيل تجربة كليات المجتمع بالمملكة. وخلال الفعاليات وجدنا حرصا واهتماما من مدراء الجامعات وعمداء كليات المجتمع بحاضر ومستقبل هذه المنظومة، وشهدت الجلسات الجانبية أيضا نقاشات وآراء ساهمت في إثراء فعاليات وأجواء المناسبة والتوصيات الهادفة التي استهدفت تحقيق التطور المنشود في مقومات وعناصر دور كليات المجتمع فيما يتعلق بأعضاء هيئة التدريس والمناهج والمواد العملية، وبرامج التدريب والمعامل والتسهيلات والدعم المطلوب لهذه الكليات. وكما قلت لم يكن المنظمون والمشاركون بحاجة إلى صدى صوت فقد جاءت أولى ثمار ورشة العمل في تأكيد معالي الوزير وسعادة وكيل الوزارة على إيجاد آليات وبرامج واضحة لتنفيذ التوصيات، ويمثل ذلك في اجتماع الدكتور العوهلي مع فريق الدراسة التقويمية لكليات المجتمع لتفعيل القنوات اللازمة للتنفيذ. نقطة مهمة أخرى أود تسجيلها وهي أن وفد الخبراء الأمريكان امتد برنامجهم بعد ورشة العمل ليطلعوا على نموذج التعليم العالي عندنا، حيث قاموا بزيارة اطلاع ومعرفة لجامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد، وتعرفوا على جوانب كثيرة، كما زاروا كليات المجتمع بها وخرجوا بانطباعات رائعة وتصور دقيق من خلال مشاهدات وتقييم للواقع، وانعكس ذلك في أحاديثهم عما شاهدوه من تطور وما بلغه التعليم العالي في المملكة من تميز نفخر به لبلدنا. ومن هذه النجاحات أود أن أختم بكلمة شكر وتقدير نيابة عن كافة الزملاء إلى معالي الوزير الدكتور خالد بن محمد العنقري وسعادة وكيل الوزارة الدكتور محمد العوهلي ولمعالي مدير الجامعة الدكتور أسامة بن صادق طيب الذى يدعم مسيرة التطوير ويحرص على الجودة والتميز ، وسعادة وكيل الجامعة الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي والذي كان بحق الجندي المجهول والعمود الفقري في جهود تنظيم وإنجاح ورشة العمل، ولإدارة الجامعة على دعمها وما هيأته من الإمكانات وحسن التنظيم وإنجاح اللقاء بالمستوى اللائق، والله نسأل التوفيق والسداد.