لم ينته الرئيس باراك أوباما بعد من مشكلة إصلاح الرعاية الصحية ومع ذلك ظهرت مشكلة جديدة تمثل تحديا كبيرا له في عام 2010 وهي الهجرة، حيث يعلق قسم كبير من مجتمع المهاجرين آماله على أوباما في حل مشكلة امتدت طوال عهود عدة إدارات. ويحدد ويد هندرسون رئيس مؤتمر القيادة لحقوق الإنسان إصلاح الهجرة بوصفه " واحدا من أهم قضايا حقوق الانسان وقضايا الحقوق المدنية في عصرنا"، وقال مؤخرا ان نظام حقوق الهجرة الامريكية قد " تحطم". وتتلخص المشكلة في وضع ما يقدر ب 12 مليون مهاجر لا يحملون وثائق يعيشون بالفعل في الولاياتالمتحدة معظمهم من أمريكا اللاتينية، ووصف أوباما القضية أثناء حملته الرئاسية مشكلة الهجرة بأنها واحدة من " أولوياته" وفي الشهور الاخيرة جدد شخصيا وعبر مجموعة من كبار مساعديه البارزين التزامه بالاصلاح. بيد أنه في نفس الوقت أوضح انه لن يستطيع التركيز على القضية قبل الدخول في عام 2010 نظرا للتأخيرات التي سببتها المناقشات الصعبة بشأن إصلاح الرعاية الصحية في أجندته، وفضلا عن ذلك فان هناك سجل مظلم من السوابق الفاشلة لحل هذه المشكلة مثل المحاولتين الأخيرتين تحت إدارة سلفه جورج دبليو بوش. ولا يزال الوقت صعبا في الولاياتالمتحدة برغم الخروج من أسوأ ركود طوال عقود من الزمان ويركز غالبية الناس على مشكلاتهم المالية ومعدلات البطالة المرتفعة التي تحوم حول نحو 10 في المئة. ويصر مؤيدو الاصلاح في قضية الهجرة على انه لهذه الاسباب فان " الآن" هو افضل وقت للضغط من أجل الاصلاح. وتقول دوريس ميسنر المفوضة السابقة لخدمات الهجرة والجنسية والمديرة الحالية لبرنامج سياسة الهجرة الامريكية بمعهد سياسات الهجرة ومقره واشنطن " على الرغم من وجاهة الجدل حول كون الوقت الحالي هو الوقت الانسب لاصلاح الاشياء فإنه في عالم الحقيقة من الصعب أن ترى ذلك تحت مثل هذا القدر الكبير من الضغوط". ويتفق معها في الرأي فرانك شيري المدير التنفيذي لمجموعة اميركا فويس المناصرة للمهاجرين "ان هذا يجعل السياق اكثر صعوبة علينا"، ودفع شيرى "لكن الاصلاح الذي نتطلع اليه يشير أولا وقبل كل شيء إلى ال 12 مليون الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة دون وضع قانوني". وجددت تحركات تشريعية مؤخرا الآمال في أن عام 2010 سيأتي بالحل، ويخشي كثيرون من أن اصلاح الهجرة يواجه تحديا كبيرا في وقت جازف فيه عدد كبير من المشرعين برأس مالهم السياسي في برنامج إصلاح الرعاية الصحية والارتفاع الصاروخي في العجز العام. وترى غالبية المنظمات المؤيدة للهجرة ان هذا سبب اضافي للمضي قدما. بيد انه على كل حال فان الجالية اللاتينية وهي اكبر جالية بالفعل في امريكا لها وزن انتخابي كبير عندما يتعلق الامر بالاصوات. وقد ارتفع عدد اصوات الناخبين من الاقليات بشكل مثير من عام 2004 وحتى عام 2008 الى 9.8 مليون لاتيني و3.4 مليون آسيوي عام 2008 بحسب مكتب الاحصاءات الامريكي. ويرى مركز سياسات الهجرة في هذه الارقام دعوة للتحرك بالنسبة للسياسيين لإصلاح نظام الهجرة والصوت اللاتيني وهو حصن الجمهوريين اعتبر احد العوامل الاساسية في انتخاب الديمقراطي اوباما وهي حقيقة اكدها مرارا ناشطون موالون للاصلاح.