شهدت العاصمة العراقية بغداد فجر أمس إغلاقا شبه كامل وعمليات دهم وتفتيش واسعة وحظرا على حركة العجلات والمركبات بعد معلومات عن مخطط لتفجير سيارة مفخخة ووسط شائعات عن اغتيال النائب صالح المطلق زعيم الحركة الوطنية العراقية تم نفيها لاحقا. وأعلن اللواء قاسم عطا المتحدث باسم عمليات فرض القانون في العاصمة العراقية بغداد صباح أمس أن إجراءات الأمن الاستثنائية المتخذة في مركز العاصمة بغداد جاءت لحماية أرواح المواطنين. وقال عطا ، في تصريح للمركز الوطني للاعلام التابع للحكومة العراقية ، إن «القيادة لديها معلومات عن نية جماعات إرهابية تفجير سيارات مفخخة في العاصمة بغداد صباح اليوم (أمس) ما استدعى فرض إجراءات أمنية مشددة حفاظا على أرواح المواطنين»، وأضاف « شملت الإجراءات إغلاق العديد من الطرق الرئيسية والفرعية في العاصمة وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق من أجل ضبط السيارات المشتبه بها»، وأعلنت قيادة عمليات بغداد اعتقال 25 شخصا متهمين بالتخطيط لعمليات ارهابية في بغداد والعثور على مئتي كيلوجرام من مادة «تي.إن.تي» شديدة الانفجار و60 قذيفة هاون ونترات الامونيا خلال المداهمات. في غضون ذلك ، ذكر التلفزيون العراقي الرسمي أن قيادة عمليات فرض القانون في بغداد أعادت افتتاح عدد من الجسور في مدينة بغداد بعد إغلاقها في إطار العملية الأمنية الاستباقية التي نفذت فجرا، وأوضح تلفزيون (العراقية) الرسمي أن قيادة عمليات بغداد قامت «بفتح الجسور وتخفيف اجراءات التفتيش عدا الجسر الرابط بين مدينة الطب وشارع حيفا لوجود أعمال خدمية». وكانت السلطات العراقية فرضت فجر اليوم أمس على حركة العجلات والمركبات في أغلب مناطق وأحياء بغداد في إطار خطة استباقية لمواجهة الجماعات المسلحة، وقال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد ، في تصريح صحفي ،»منذ فجر اليوم الثلاثاء أعلنت القوات العراقية إجراءات مشددة وعمليات تفتيش واسعة في أغلب مناطق بغداد وتم تحديد حركة المركبات مما سبب بعض الزحامات المرورية والاختناقات في أغلب الشوارع»، وأضاف أن «السلطات العراقية لم تفرض حالة حظر التجوال على حركة الأشخاص وأن القوات العراقية تقوم حاليا بعملية استباقية وممارسة على الخطط الأمنية وحملة تفتيش واسعة». من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أنه لا داعي للقلق من فرض أجهزة الأمن إجراءات أمنية مشددة، وقال الدباغ ، في تصريحات صحفية ، إن «إجراءات الأمن التي اتخذتها أجهزة الأمن جاءت من أجل مصلحة العراقيين ولا داعي للقلق أو التأثر بالشائعات التي تم الترويج لها.. للتأثير على معنوياتهم واستعداداتهم للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة»، وأَضاف «ندعو العراقيين إلى الوقوف إلى جانب أجهزة الأمن .. ونقاط التفتيش ستعزز من الإجراءات الاحترازية لحمايتهم من الأشرار». من جانب آخر ، نفت محطة تليفزيون «البابلية» ، أنباء ترددت حول اغتيال النائب صالح المطلق زعيم الحركة الوطنية العراقية، وذكر التليفزيون ، الذي يملكه المطلق ، أنه «لا صحة لاغتيال المطلق». من جهة أخرى أعلن رئيس حكومة اقليم كردستان العراق برهم صالح أمس رفض «تسييس» قرار هيئة المساءلة والعدالة القاضي بمنع عدد من الكتل والشخصيات من خوض الانتخابات التشريعية، وقال للصحافيين على هامش منتدى لمجالس المحافظات في اربيل «لا اخفي قلقنا حيال هذه التطورات فنحن لا نريد تسييس موضوع قانون المساءلة والعدالة»، في اشارة الى استبعاد مرشحين من الانتخابات المقرر اجراؤها في السابع من مارس المقبل. وتابع «نحن يقينا لا نؤيد اقصاء اي طرف». وقد قررت هيئة «العدالة والمساءلة» التي حلت مكان هيئة اجتثاث البعث منع 15 كيانا سياسيا ابرزها كتلة البرلماني صالح المطلك من خوض الانتخابات بتهمة الانتماء الى حزب العبث المنحل الذي يحظره الدستور. لكنه استدرك قائلا «هناك قانون يجب ان يطبق بعيدا عن الاعتبارات السياسية ويجب ان لا يتحول الى وسيلة لاقصاء هذا الطرف او ذاك، فالاساس هو المصالحة الوطنية واشراك اكبر قدر ممكن في العملية السياسية والاحتكام الى صناديق الاقتراع». واكد صالح «هناك التزامات قانونية واضحة حيال الذين ارتكبوا مجازر وجرائم بحق الشعب يجب ان يتم التعامل معهم وفق القانون لكن الاساس هو المصالحة الوطنية والمشاركة في العملية السياسية ونبذ العنف». واثار قرار هيئة «العدالة والمساءلة» عاصفة سياسية بين مؤيد ومعارض ومشكك في شرعيته لان مجلس النواب لم يقر حتى الان تشكيلة الهيئة رغم موافقته على قانونها الخاص مطلع العام 2008. من جهتها أعلنت مصادر في الشرطة العراقية أن أربعة أشخاص ، بينهم مسيحي ، قتلوا أمس في حادثين منفصلين بمدينة الموصل مركز محافظة نينوى (400 كم شمال بغداد) وذكرت مصادر في قيادة شرطة الموصل، أن مسلحين اغتالوا مسيحيا يبلغ من العمر 17 عاما بالقرب من منزله في حي الإخاء بالموصل، وأضافت المصادرأن ثلاثة أشخاص قتلوا في حادث منفصل جراء اشتباكات مسلحة وقعت امس بين قوات الشرطة ومسلحين في منطقة حي عدن بالموصل أيضا.