عندما يتعرض الإنسان لفقدان بعض أسنانه أو حتى جميعها يتم تعويض الأسنان المفقودة بالتركيبات الثابتة أو المتحركة طبقا لما تقتضيه الحالة وفي الوقت الحالي أصبح من الممكن استعاضة الأسنان المفقودة باستخدام زراعة الاسنان من معدن التيتانيوم وفي هذا السياق اوضح الدكتور فوزي الغامدي استشاري تعويضات وزراعة الاسنان مدير مركز الاسنان بمستشفى الملك فهد ان زراعة الأسنان هي البديل الأكثر ثباتا والأكثر شبها بالأسنان الطبيعية حيث يتمكن الشخص من الكلام براحة مطلقة وثقة تامة ، والأكل ومضغ الطعام ، بالإضافة الى شكلها الطبيعي وبين ان التقدم المستمر في طرق زراعة الأسنان والتطور الهائل في المواد المستخدمة قد زاد من نسبة النجاح والتي تصل إلى 95%الفك السفلي و90% في الفك العلوي وتعتبر البديل الأفضل بين بدائل الاستعاضة الأخرى سواء الثابتة أو المتحركة حيث ان الثابتة تحتاج إلى نحت الأسنان المحيطة بالسن المفقود وهو جزء من السن لايمكن استعادته فيما بعد ، وقد يعرض الأسنان للحساسية والتسوس، كما أن التركيبات المتحركة تكون عرضة للحركة أثناء الأكل والكلام مما يسبب الإزعاج والإحراج بالإضافة إلى تأثيرها في ضمور عظم الفك. وعن فوائد زراعة الأسنان يقول الدكتور فوزي : إنها تحول دون ضمور العظم مكان السن المفقودة وتحافظ عليها، كما انها تحافظ على الأسنان الطبيعية الموجودة وتبقيها سليمة . عند فقدان أحد الأسنان واستعاضته بالطرق التقليدية فإننا سنحتاج لنحت الأسنان السليمة المحيطة بالسن المفقود ، كما أن ما تتم استعاضته هو جزء التاج فقط أي الجزء الظاهر فوق سطح اللثة ، أما مع زراعة الأسنان فانه بالإمكان استعاضة جذر وتاج السن بدون الحاجة لنحت الأسنان السليمة المحيطة بالسن المفقود.كما انه نتيجة للزراعة نستطيع الحصول على أسنان ثابتة كثبات الأسنان الطبيعية تقريبا سواء استخدمت لاستعاضة سن واحد أو جميع الأسنان حيث لا تتحرك أثناء مضغ الطعام أو الكلام وغير ذلك، والاهم من ذلك هو استعادة الثقة بالنفس حيث أنه بعد أن يحصل الإنسان على استعاضة ثابتة وجميلة الشكل كالأسنان الطبيعية فانه سيستعيد الكثير من الأشياء ، وليس فقط قدرته على مضغ الطعام والكلام براحة ودون قلق ، وإنما سيستعيد ثقته بنفسه وتصبح حياته طبيعية وأكثر فعالية. وعن الفترة التي تتم فيها زراعة الأسنان بين الدكتور فوزي انها تتم على مراحل عدة ، المرحلة الأولى يتم فيها وضع الغرسات المصنوعة من معدن التيتانيوم الخالص في عظم الفك مكان السن المفقود وذلك بعد إعداد المكان المناسب لها، اما الثانية فهي مرحلة الالتئام وفيها يحدث ما يسمى بالالتحام العظمي Ossointegration بين عظم الفك والغرسة ، ويستغرق ذلك ثلاثة أشهر للفك السفلي وستة أشهر للفك العلوي، وبين ان المرحلة الثالثة والتي هي مرحلة التركيبة النهائية تشمل على عدة جلسات ضرورية لعمل التركيبة النهائية ، كأخذ طبعات للفم وتجربة التركيبة النهائية قبل تثبيتها بشكل نهائي . وحول الموانع الصحية التي تحول دون إجراء عملية الزراعة بين ان عدم قدرة المريض على تحمل أي عملية جراحية لإصابته بأمراض خطيرة قد تؤثر على التئام العظم واللثة مثل الحالات المتطورة لأمراض نقص المناعة والاضطرابات العظمية أو الدموية وكذلك التذبذب الشديد لمستوى السكر في الدم أو تعرض المريض لجرعات عالية من الأشعة العلاجية، فهذه الحالات تؤثر بشكل خطير على نجاح زراعة الأسنان، واوضح ان هناك حالات أخرى تؤثر بشكل نسبي على نجاح الزراعة وينصح بمعالجتها أولا ثم وضع غرسات الأسنان ومن هذه الأمور كثرة التدخين وإهمال العناية بصحة الفم من قبل المريض مؤكدا ان الفترة التي تستغرقها الزراعة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر وقد تكون أطول من ذلك وهذا يرجع الى حالة المريض ومدى استجابة العظم للزراعة.مبينا ان الاسنان المزروعة في الفم تستمر مدى الحياة .