استغرب الزميل عبد الغني القش في مقاله المنشور بجريدة المدينة اليوم 8 من شهر محرم تصريح أحد أعضاء مجلس الشورى بجريدة المدينة في 4 محرم الجاري ،بأن الأسعار التي يتضجر منها المواطنون والمقيمون «معقولة» ولا يجوز لوزارة التجارة التدخل للحيلولة دون ارتفاع الأسعار لأن ذلك من حق التجار، وأورد العضو المحترم مبررات لتصريحه حازت على مساحة كبيرة من الصفحة التي خصصت له . فأقول للزميل القش لماذا الاستغراب من شخص يبدو أنه يعيش في برج عاجي كبعض المسؤولين التنفيذيين وولد وفي فيه ملعقة من ذهب ، ولم يختلط أو يسمع من عامة الناس الذين يعانون الأمرين من ارتفاع الأسعار بصورة مطردة ، دون مجيب لصيحاتهم. فهذا عضو مجلس شورى خرج من جامعته أو من مركزه الوظيفي بسبب ثقة المسؤولين بأن يكون عوناً لنقل الحقائق والمساهمة في منهجية مجلس الشورى ، إلا أنه كما يبدو لا يعرف أحوال الناس فحكم حسب ما يعيش هو. فلا غرابة أن يمتطي مثل هذا العضو حصاناً وهو لا يعرف كيف يسوسه فيجمح دون أن يوثق لجامه وكأنه لم يسمع أو يرى أطروحات عدد كبير من زملائه أعضاء مجلس الشورى الذين يناقشون أنّات و آهات المواطنين، وكأنه لا يرى من هم في الظل ولا يعرف إلا من تشرق عليه شمس الأثرياء فجاد بتصريحه سامحه الله بما يعرف. و خفي عليه أن ارتفاع الأسعار أحياناً يكون مفتعلا من العمالة الوافدة التي قفزت على كل موجودات السوق بسبب التستر البغيض الذي عجزت وزارة التجارة ووزارة العمل عن معالجته. فأصبح المواطن ضحية هذا التستر و ثروة البلاد تتسرب إلى خارجه عياناً بياناً . فأقول لهذا العضو ومن هم على شاكلته الذين لا يتقصون حاجة الناس للمساهمة في معالجة أمورهم بما يتفق مع تطلعات قادة البلاد حفظهم الله. و دليل ذلك تصريح خادم الحرمين الشريفين للسياسة الكويتية المنشور بجريدة المدينة يوم الأحد العاشر من محرم الجاري الذي من ضمنه قوله رعاه الله «إن أداء الأجهزة سيظل تحت نظري ومحط مراقبتي» مما يدل على اهتمام قائد الأمة بما يهم المواطن صغر أو كبر وفي أي مكان كان ، و سيعمل ملك الإصلاح على معالجة ما يسمى بالفساد الإداري الذي بدأ ينخر في عظام الأجهزة الحكومية الذي من روافده تسلط العمالة الوافدة على التجارة بأسماء مستعارة مما حال دون دخول المواطن للأسواق لممارسة البيع والشراء، فالأفضل أيها العضو أن تلتفت حولك لتسمع وترى ما أنت في منأى عنه مع انك تشغل حيزاً من مساحة مجلس الشورى الذي تعقد عليه آمال كبيرة.. والله المستعان.