قال الضَمِير المُتَكَلِّم: كارثة جدّة كادت تتكرر في جامعة طيبة بالمدينةالمنورة ولكن بصورة مختلفة وبوفيات عددها أكثر؛ نعم فصباح الجمعة الماضية حصل انفجار في معمل قسم الكيمياء في كلية العلوم التطبيقية للبنات بطريق السلام ؛ ولولا لطف الله بإجازة الجمعة لأصبح الضحايا بالمئات بسبب الانفجار أو المواد الكيميائية أو التدافع (مشاهد الدمار شَهِد عليها وزكّاها اليوتيوب، أما المسؤول الذي صرح بأن التلفيات بسيطة فيبدو أن سعادته مازال يعيش مرحلة: (النَّفَي وكله تمام)! هذا المعمل أنذر بالكارثة منذ أكثر من شهر؛ إذ بدأ بتسريبات الغاز ، وكانت الروائح تملأ المكان؛ ورغم المطالبات المتكررة من رئيسة القسم (سلمها الله) للمسؤولين بالجامعة بمعالجة الوضع وحماية الطالبات إلا أنهم تجاهلوا الموضوع، وأصرّوا على دخول الطالبات للمعمل؛ وكانت النتيجة حالات إجهاض وإغماء لبعض الطالبات (كما أكدت الطالبات برسائل إلكترونية وفاكسية)؛ بل إن المسؤولين رفضوا حتى فتح نافذة تهوية بحجة المحافظة على الشكل الجمالي للمبنى ! والأسئلة المؤلمة هنا : مَن المسؤول عن نفوس بريئة كادت أن تُزّهَق وتُحْرَم بقية عمرها دون ذنب ؟! مَن المسؤول عن أطفال أجهضوا قبل أن يروا الدنيا وتفرح بهم قلوب آبائهم؟! من المسؤول عن هذا الانفجار وما خلفه من تلفيات وإهدار للمال العام أياً كان حجمه وقَدره؟! متى تصحو ضمائر أولئك المسؤولين؟! متى يشعرون بقيمة الإنسان ؟! وهنا استغاثة عاجلة تبعثها دموع الطالبات اللائي رأين صور الانفجار وما خلفه من دمار، ولم يصدقن أنهن ما زلن على قيد الحياة؛ استغاثة لأمير منطقة المدينةالمنورة، وإلى وزير التعليم العالي، وللقائمين على الدفاع المدني؛ لفتح تحقيق حول الموضوع من جهة محايدة، ومحاسبة مَن تجاهلوا نداءات الاستغاثة السابقة، ومَن تهاونوا بأرواح البشر؟ ومعاقبة المتخاذلين وإعلان ذلك!! وهنا لابد من رفع تحية تقدير لرئيسة قسم الكيمياء الدكتورة خديجة عمران على حرصها على طالباتها؛ حتى أنها نظمت لهنّ دورات تدريبية تخصصية عن كيفية التعامل مع الحالات الطارئة؛ تحسباً لما وقع؛ وللطالبات وأولياء الأمور أرفعوا أصواتكم بالحق، وطالبوا بالتعويض عن ما خَلّفَته تصرفات مسؤول غير مسؤول! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]