“أكاديمية سلطان” صرح وطني لتدريب الطيارين وفق أعلى مقاييس السلامة والكفاءة الجوية

تقاس حضارة الأمم بما تمتلكه من عقول مبدعة وسواعد قوية وطاقات بشرية قادرة على مواكبة التطور في عالم اليوم بكل ما يحمله من تحديات وتحولات وتقنية فائقة السرعة، ومن هذا المنطلق أولت المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية العنصر البشري من أبنائها كل الاهتمام من خلال توفير برامج التدريب في مختلف المجالات لخدمة أهداف السعودة وتلبية المتطلبات التشغيلية لرحلاتها الداخلية والدولية. وتعد أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران بجدة التابعة للمؤسسة صرحاً أكاديمياً متخصصاً في تدريب العاملين بقطاع النقل الجوي بالمملكة بمختلف تخصصاتهم من منسوبي أطقم القيادة والملاحين الجويين وموظفي خدمات العمليات الجوية طبقا لأنظمة وقوانين الطيران المحلية والعالمية. ولأهمية هذا النوع من التدريب المتخصص، اعتبرت الأكاديمية ركيزة أساسية في بناء الكوادر الوطنية المؤهلة في قطاع الطيران بهدف دفع عجلة التقدم والتطور وبناء قدرات الطيار والملاح السعودي من خلال التعليم والتدريب المكثف. ومع عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية ناجحة، تجولت “المدينة” في مرافق هذا الصرح الوطني الواعد الذي يحمل اسم سموه ووقفت على برامج الأكاديمية وكيفية تشغيل الأجهزة التشبيهية للتعرف على احدث التقنيات في علوم الطيران. لن ننسى دعم سموه وقال مدير عام الأكاديمية الكابتن حمود بن عبدالله العمري إن الأكاديمية بمن فيها تبتهج بعودة سموه لأرض الوطن ولا يمكن لمنسوبي الخطوط السعودية عامة وبالاخص الأكاديمية التي تحمل اسم سموه الكريم أن ينسوا فضله وما قدمته أياديه البيضاء من دعم كبير لها جعلها تحظى بتطور تشغيلي هائل أهّلها لتدريب كوادرها الوطنية داخل المملكة وبيع هذه الخدمة إلى منسوبي شركات الطيران الأخرى مثل شركتي ناس وسما والوفير والأجواء وهيئة الهلال الأحمر بالإضافة إلى منسوبي القوات المسلحة، مبيناً أن الأكاديمية تسير نحو حقبة جديدة من تدريب الطيران في المملكة بعد اكتمال مراحل تخصيصها بشكل جيد وسليم خاصة إن وجد شريك أجنبي متخصص في هذا المجال. نواة التدريب الجوي وأوضح أن التدريب الجوي في المملكة انطلق منذ نشأة العمليات الجوية بالخطوط السعودية حيث أنشئت نواة معهد تدريب الطيارين في عام 1958م، وفي منتصف عام 1959م صدرت التعليمات السامية بالموافقة على المنهج الشامل لتدريب الشباب السعودي لدراسة علوم الطيران المدني وفق أنظمة وقوانين الطيران الفيدرالي الأمريكي، وفي شهر ابريل من نفس العام افتتح فصل دراسي ولأول مرة تم تزويد مركز التدريب بجهاز التدريب التشبيهي (السيموليتر) لطائرة الداكوتا. ومنذ عام 1960م زود المركز في فترات متفاوتة بأجهزة تدريب الإجراءات والنظم لمقصورة القيادة لبعض الطائرات، وفي عام 1962م أجريت أحدث تعديلات في إدارة تدريب الطيارين لإيجاد أفضل السبل لتخريج أعداد كبيرة من الكفاءات الوطنية، وفي عام 1963م بدأ تنفيذ برنامج جديد لتدريب الطيارين ليتواكب مع عالم الطيران النفاث ، وبنهاية عام 1965م بلغ عدد الطيارين ودارسي الطيران 25 طياراً وطالباً، تخرج واحد منهم كقائد طائرة على البوينج 720 ، و24 طالباً قادة لطائرات الداكوتا والكونفير. وفي عام 1966م زود المركز بجهاز التدريب التشبيهي لطائرة الكونفير، وانتهى استخدامه منذ توقف استخدام هذا النوع من الطائرات، أما الجهاز التشبيهي لطائرات الداكوتا فوضع كرمز لتاريخ التدريب على أجهزة السميوليتر أمام مدخل مركز تدريب العمليات الجوية في مجمع التدريب بحي الكندرة في جدة. ودشن سمو الأمير سلطان يوم 12 ابريل 1979م مركز تدريب العمليات الجوية بكامل تجهيزاته في مجمع التدريب بالكندرة. أكاديمية الأمير سلطان وفي إطار اهتمام القيادة الرشيدة الدائم بالتنمية والتطوير وتحقيق الريادة الوطنية في تبني كل ماهو جديد ومتطور في تقنية وعلوم الطيران والبحث عن أفضل الطرق والأساليب للمحافظة على التميز العلمي والعملي، صدرت الأوامر بتشييد وبناء أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، وتفضل سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز بافتتاحها في العام 1425ه - 2004م. وزاد: وكما تلاحظون أن في تصميم وتشييد الأكاديمية مراعاة لأن تكون قابلة للتوسع كي تواكب احتياجات "السعودية" المستقبلية ولتكون معلماً حضارياً وشاهداً على إنجازاتها، بالإضافة إلى استعدادها لتقديم الخدمات التدريبية لشركات الطيران الأخرى ، كما تضم الأكاديمية مرافق متكاملة تفي بكافة الاحتياجات التدريبية في مجالي الطيران وسلامة النقل الجوي، مع تزويدها بأحدث أنظمة الأمن والإنذار المبكر ومكافحة الحريق والاتصالات، وتشتمل الأكاديمية على مساحات داخلية مفتوحة لتيسير انسياب العمل بين الإدارات. وأشار الكابتن العمري إلى أن الأكاديمية تتكون من مبنى تدريب الطيارين ومبنى تدريب سلامة الطيران اللذين زودا بأحدث أجهزة التدريب والطيران التشبيهي التي تفي بالمتطلبات التدريبية الآنية والمستقبلية، وقد شيدت الأكاديمية في الجزء الغربي من مدينة "السعودية" بحي الخالدية المطل على طريق الملك على مساحة تبلغ حوالى 30 ألف متراً مربعاً. ويضم مبنى تدريب الطيارين الأجهزة التشبيهية لطائرات البوينج من طراز 747-300 و747-400 و777 وطائرات الإمبراير 170-190 وجهازين لطائرات إم دي ،90 وطائرات الايرباص 320 ، وسيتم قريباً إضافة جهاز تشبيهي لطائرات الايرباص 330 بالإضافة إلى أجهزة التدريب الثابتة وأجهزة التدريب على الحاسب الآلي والفصول الدراسية. أما مبنى تدريب سلامة الطيران فيحتوي على الجهاز التشبيهي للتدريب على إخلاء الكابينة في حالات الطوارئ وقاعة للتدريب على التعامل مع أبواب الطائرات، إضافةً إلى الفصول الدراسية والورش الميكانيكية. إدارة تدريب سلامة الطيران والتقت “المدينة” خلال الجولة بعدد من مديري الإدارات للاطلاع على احدث الأجهزة التي زودت بها مؤخرا وآلية التدريب التي تعتبر السلامة ركيزتها الأساسية. وكانت البداية مع مدير ادارة تدريب وسلامة الطيران الكابتن خالد عمر جاد: تتلخص مهام هذه الإدارة في إعداد الملاحين الجويين (ملاحو غرفة القيادة وملاحو المقصورة) وتدريبهم على كيفية المجابهة والتعامل مع الظروف الطارئة التي من الممكن مواجهتها اثناء تأدية عملهم، وذلك من خلال تدريبهم على أماكن أجهزة الطوارئ وكيفية استخدامها بالاضافة الى اداء عدة تمارين للطوارئ للتأكد من ادراكهم لها بصورة صحيحة، كما تقوم الادارة ايضا بتدريب جميع الملاحين على الاسعافات الأولية، لافتاً إلى ان الملاح لاتقتصر خدمته على تقديم الضيافة على متن الرحلة بل هو شخص مدرب على كافة امور السلامة التى تضمن للراكب الراحة والاحساس بالأمان. كما تقوم بتدريب جميع الملاحين على حوادث الطائرات وأسبابها وكيفية تلافيها، وأمن الطيران والتأثيرات على جسم الانسان في الارتفاعات، وأنظمة واجراءات الطيران وسلامة الطيران، وكيفية التعامل مع الحرائق، والإخلاء على اليابسة أو البحار في الحالات الطارئة، والمواد الخطرة ومعلومات سلامة الطائرة حسب نوع الطائرة التي سيؤهل عليها الملاح. واشار انه تم تزويد هذه الإدارة بأحدث الأجهزة والبرامج العلمية والتقنية للحفاظ على أعلى معدلات الكفاءة لدى الملاحين بما يضمن الالتزام بالتعليمات المعمول بها وفقا لمتطلبات “السعودية” والهيئة العامة للطيران المدني ومنظمات الطيران المدنية الأخرى في العالم، فبالإضافة الى الفصول الدراسية التي جهزت بأحدث الأجهزة المرئية والسمعية، يوجد 104 أجهزة حاسب آلي للتدريب على سلامة الطيران، كما يوجد جهاز تدريب مقصورة إخلاء الطوارئ المتحرك للملاحين، وهو عبارة عن مقصورة إخلاء تحتوي على أجهزة مرئية وسمعية تقوم بتشبيه جميع الحالات الطارئة (بحيث يشعر المتدرب أنه في طائرة حقيقية) مثل الحرائق لا سمح الله والسقوط المفاجئ لأقنعة الأكسجين بسبب فقدان ضغط الطائرة، وكيفية إخلاء الطائرة نظريا وعمليا سواء في البر أو البحر ، ويوجد بجوار هذا الجهاز مسبح للتدريب العملي على كيفية التعامل مع هبوط الطائرة في البحر لا قدر الله. كما توجد أبواب لجميع أنواع طائرات الخطوط السعودية لتدريب الملاحين على كيفية فتحها من الداخل والخارج سواء في الحالات العادية أو الطارئة لا قدر الله. كذلك تقوم هذه الإدارة بتدريب جميع الملاحين على أنواع الحرائق التي من الممكن حدوثها والتعامل معها نظريا وعمليا، وكذلك الإسعافات الأولية في الحالات الطارئة، مؤكدا ضرورة ان يتجاوز الملاح والطيار هذه الاختبارات بنسبة لاتقل عن 80%. وتضيف كبير مدربي السلامة بالأكاديمية سلافة عيسى إبراهيم ان التدريب على الاسعافات لايقتصر على الحالات الطارئة بل حتى حالات الولادة التي قد تحدث على إحدى الرحلات، فالمضيفات يتم تدريبهن على كافة الحالات ولا تمنح الرخصة لمزاولة العمل إلا بعد اجتياز المتدربة كافة التدريبات بنجاح. إدارة تنمية قدرات الملاحين وتحدث مدير تنمية قدرات الملاحين الدكتور علي الحرابي عن الدور الذي تقوم به هذه الإدارة المتخصصة في تدريب الطيارين أعضاء أطقم القيادة والملاحين الجويين في عنصر العامل البشري بهدف حشد المختصين للعمل معاًً كفريق سلامة وعلى أجود بيئة عمل على متن الطائرة، وذلك لإتمام الرحلة الجوية بشكل سليم ومأمون، ويتم تدريب جميع أفراد طاقم الطائرة (ملاحو غرفة القيادة وملاحو المقصورة والمرحلين الجويين) سنويا من خلال دورة إدارة موارد طاقم الطائرات (CRM) وعلى المجالات الواسعة في العوامل البشرية وإدارة الأخطاء البشرية وكيفية تطبيق مهارات الاتصال والتواصل واتخاذ القرارات والإدراك الشامل بالأحوال المحيطة بهم، والعمل معاً كفريق واحد ، والتعامل مع الضغوط وإدارة أعباء العمل لتشكيل فريق سلامة على متن الطائرة وفقاً لأعلى المستويات والمعايير المحلية والعالمية. وأوضح أن هذه الدورة تعتبر إلزامية لجميع أفراد طاقم الطائرة، مشيراً إلى أن الإدارة تهتم بتدريس كل ماله علاقة بتفادي الخطأ البشري والعوامل البشرية من خلال الدورات التأهيلية أو التأسيسية التي تقدمها إدارة تنمية قدرات الملاحين. إدارة التدريب الأساسي تقوم إدارة التدريب الأساسي بعدة مهام على النحو التالي: - أولا تدريب الطيارين المستجدين بعد أن يتم يجتاز الطيار كافة الاختبارات المبدئية للقبول، حيث تقوم الإدارة بالاختبارات الفنية على الأجهزة التشبيهية ، وبعد هذه المرحلة يتم البدء في الدورة التنشيطية والتي يتم فيها التدريب الأرضي والعملي ومن ثم يتم البدء في دورة التدريب الأولية للطائرات النفاثة والتي يتم فيها كذلك التدريب الأرضي والعملي، وبعد الانتهاء من جميع الدورات السابقة يتم تحويل المتدرب لإدارة جدولة تدريب الملاحين على الطائرات النفاثة. - ثانيا تدريب مساعدي الطيارين على دورة تدريب النقل الجوي الأرضية (ATP) والتي هي من متطلبات الترفيع لقائدي الطائرات فيما بعد. - ثالثاً تقوم إدارة التدريب الأساسي أيضا بتدريب المتدربين لدورة الترحيل الجوي بعد أن حصلت على ترخيص هيئة الطيران المدني. إدارة التدريب الأرضي للملاحين الجويين يقوم قسم التدريب الأرضي للملاحين الجويين بالأكاديمية بتدريب طاقم الطائرات على الأنظمة المختلفة بالطائرات باستخدام أحدث الأجهزة الحديثة والمعايير العالمية في مجال التدريب الأرضي للطيارين بما يضمن الأداء العالي والجودة في تطبيق الاجراءات اللازمة لتشغيل الطائرات بما يضمن أعلى معايير للسلامة. ويشمل التدريب طرق حساب أداء المحركات المستخدمة في إقلاع وهبوط الطائرات بالإضافة إلى تعلم الأنظمة والقوانين الملاحية الدولية والمحلية المتبعة والمعتمدة من قبل هيئة الطيران المدني بالمملكة كما يتم شرح جميع أنظمة الطائرات المختلفة (أنظمة الملاحة الجوية، الكهربائية، الهيدروليكية، نظم التحكم بالطيران ،،، الخ) إضافة إلى التدريب على الإجراءات المتبعة في تشغيل الطائرات في الحالات الاعتيادية وغير الاعتيادية وحالات الطوارئ. ويتم التدريب باستخدام كل من الفصول الدراسية والتي يتم بها استخدام العروض المرئية والأفلام وأجهزة الحاسب الآلي ، برامج الحاسب الآلي
التفاعلية التدريبية لأنظمة الطائرات ، أجهزة المحاكاة ذات الثلاثة أبعاد لبرمجة الرحلات بالطائرة وأجهزة الطائرات التشبيهية الأرضية. الأجهزة التشبيهية وبعد انتهاء تدريب ملاحي غرفة القيادة من التدريب بإدارة سلامة الطيران وموارد أطقم الطائرة والتدريب الأرضي، ينتقل الملاح إلى مرحلة التدريب على الجهاز التشبيهي للطائرة المؤهل عليها، ليقوم بتطبيق كل ما تعلمه أثناء تدريبه. وللعلم فإن التدريب على الجهاز التشبيهي يعكس تماما التدريب على الطائرة بما فيها من مطارات الإقلاع والهبوط. تدريب خدمات العمليات الجوية تقوم هذه الإدارة بتدريب جميع العاملين بإدارة خدمات العمليات الجوية كالمرحلين الجويين وجدولة الملاحين وضباط العمليات الجوية ومركز مراقبة العمليات وتحديث معلوماتهم مما يحقق مستوى عاليا من السلامة. خطط وأهداف الأكاديمية تتمثل رسالة الأكاديمية في تدريب ملاحي غرفة القيادة ومقصورة الركاب وموظفي خدمات العمليات الجوية وتأهيلهم للوصول الى أعلى مقاييس السلامة والكفاءة. خصخصة الأكاديمية وقد أصدر المدير العام قراراً بتكوين مجلس إدارة أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران للنظر في خصخصة الأكاديمية لتكوين وحدة إستراتجية متخصصة لتقديم خدماتها للخطوط السعودية وشركات الطيران الأخرى لتغدو مركزاً عالمياً للتدريب يعمل وفق أسس تجارية للتدريب الأولي على الطيران وتدريب الطيارين على رأس العمل على جميع أنواع الطائرات، وكذلك تدريب أبناء الوطن من منطلق تجاري لتخريج أعداد كبيرة من المتخصصين لسوق العمل في المملكة ومنطقة الخليج والشرق الأوسط.