أكد د.سلمان بن فهد العودة «الشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم» أن معنى الهجرة هو الانتقال وبين أنه معنى شرعي وهو جزء من مكونات الحياة البشرية فقال:» كل الأشياء تهاجر فحتى الطيور والجمادات تحاول ان تُغير الحياة ومرحلة البحث والأكثر جمالاً ، فكما هناك هجرة بالجسد هناك هجرة القلب ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه، وعن الهوى إلى الطاعة ومن الضعف إلى القوة وكذلك هناك الهجرة القسرية بسبب كوارث أو أزمات أو زلازل ، وهناك الهجرة الطوعية التي هي باختيار الإنسان ، فالهجرة إلى الله تكون بالأجساد والأرواح وهذه ثقافة يجب ان نُشيعها وفيها الإشارة الى أن الهجرة بالإرادة والنية ، فمسألة الإرادة أنه ما حقق شيء لكن قلبه هاجر ، قال تعالى:»ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيرا وسعة» فالسعة قد يتوقعها الإنسان فيما اعتاد عليه مع أن الأفق الأوسع فيه سعة ، وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم هي مناسبة تاريخية وخاصة أن هجرته ليست عملية استعجال وفيها مئات بل آلاف الدروس وفيها الارتباط العاطفي بالوطن فقد كانت عيناه تذرفان عند الهجرة والخروج من مكة ويقول :»والله لأنك لأحب البقاع إلى الله وأحب البقاع إليّ ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت». ويُشدد العودة على أن هناك هجرة للعقول والخبرات فيقول: «هناك هجرة للعالم العربي فأكثر من 49 ألف مهندس وطبيب مصري موجودين في الغرب ودعنا نتكلم ففي بريطانيا 34% من الأطباء هم من العرب فهنا تلاحظ أن هناك عملية هجرة للعقول والخبرات فثقافة الدول العربية تعوق الإبداع وقد يشعر المبدع بالغبن حينما يرى شاعرا شعبيا أو لاعبا ينال مكانة اجتماعية في حين لا يتم دعمه ، وخاصة أن عملية الإنفاق على البحوث والدراسات ضعيفة سواء الإنفاق الرسمي أو الخيري ، أضف عدم وجود الحرية في الوطن العربي فيمنع كل شيء إلا بإذن رسمي وكذلك عدم الاستقرار السياسي والأمني ، كما في وضع العراق فهناك هجرة كبيرة من الشعب العراقي ، أما الهجرة غير الشرعية أو قوارب الموت. كما يقال فهي قد تكون هجرة شرعية بدءا ثم تحولت إلى هجرة غير شرعية من خلال أفق مستقبلي وكذا الإعواز المادي وسيطرة البطالة هي سبب لها كذلك عدم وجود الانتماء للوطن ، وقوارب الموت تكون في وضع مأساوي جدا من خلال بعض الفيز الوهمية ، وهناك من يموت في عرض البحر نظرا لضيق القارب ، وهناك من يتم اعتقاله بدعوى الهجرة غير الشرعية ويُنظر إليه وكأنه العربي المتوحش أو صاحب العقل البسيط الطفولي».