لم تسلم الكتب الثمينة والموسوعات ذات القيمة من تداعيات سيول الأربعاء الحزين وإنما طالتها كما طالت كل عزيز وغال. ويقول محمد رشيد الأهدل والذي ورث عن والده مكتبة كبيرة تضم 500 كتاب جمعها منذ أيام المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود بالاضافة الى المنزل الوحيد الذي كان يملكه ويجمع عائلته التي تتكون من 25 شخصا من أبناء وبنات وأحفاد والتي دمرتها أمطار وسيول جدة حيث أتلفت جميع الاثاث والذي تبعثر في أرجاء المنزل وخارجه الأمر الذى دعاه للهرب الى سطح البيت هربًا من المياه.. ومكوثه يومين بلا كهرباء أو ماء... تفاصيل القصة يرويها الأهدل «للمدينة» فيقول: «استيقظنا على صوت هطول الامطار وكان الوضع طبيعيا ولما بدأت المياه تتدفق بعد هطول الامطار الى داخل المنزل بدأنا في جمع أغراضنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولكن كانت المياه تتدفق بسرعة كبيرة والسيول ترتطم بالابواب الخارجية للمنزل عندها أيقنت بأن المياه ستصل الى مستوى اعلى.. فطلبت من بناتي السبع وأبنائي الخمسة بالذهاب الى اعلى المنزل خوفا من الغرق.. وشاهدت اثنتين من حفيداتي المصابتين بإعاقة في النطق والسمع يطلبن المساعدة وهم يبكون فحملتهم رغم كبر سني لبر الامان وفعلا داهمت المياه والطين غرف المنزل ووصلت الى اكثر من متر، وقد غمرت المياه جميع أثاث المنزل وأتلفت المكتبة الوحيدة والتي يبلغ عدد الكتب الموجودة بها الى اكثر من 500 كتاب والتي تمثل لي أغلى ميراث قدمه لي والدي بعد موته -رحمه الله-. وأضاف: عند مغادرة الغرف والتوجه الى سطح المنزل والغرف العلوية مكثنا هناك لمدة يومين من يوم الأربعاء الى يوم الجمعة بدون كهرباء أو ماء حيث تقاسمنا خلال اليومين الخبز وبعض الاطعمة التي استطعنا حملها معنا اثناء الهرب من المياه.. وعند انخفاض مستوى المياه غادرنا المنزل وتوجهنا الى ادارة الدفاع المدني للبحث عن بديل لأسكن فيه مع عائلتي وأبنائي. وقد قامت الادارة بالتعاون وتسهيل إسكاننا في إحدى الشقق المفروشة وصرف إعاشه لي ولأبنائي المتزوجين مع أسرهم.