وللوطن موعد مع عرس طال انتظاره بعد أعراسه المتتابعة فيما مضى من أيام عيده السعيد ومشاريع النماء والعطاء ويوم الوطن البهيج بذكرياته وما تحمل من معاني وحدة الوطن وعز المواطن. نعيش اليوم عرساً آخر بعودة سلطان الخير وهو من ملك القلوب سيرة وعطاء وقد جبلت النفوس على ود من يسدي لها صنيعاً فالحب لا يولّد إلا الحب وسلطان بن عبدالعزيز الذي أورد اسمه مجرداً من الألقاب لأن مواطن هذه الأرض يدرك أن أبناء الملك عبدالعزيز يرحمه الله حملوا هذا الإرث عن أبيهم تواضعاً وقد عرف سموه بأياديه البيضاء سعياً للخير وحرصاً عليه وبذلاً له فكم من مريض أقعده الداء وأثقله ضيق ذات اليد ليقف عاجزاً عن العلاج وتقفل أمامه السبل فلم يجد بعد باب الله تعالى باباً سوى باب سلطان الخير يبثه لواعجه وشدة معاناته فتمتد له اليد الحانية تكفكف دموعه وتتكفل بعلاجه وتخفف آلامه ليصبح سلطان في قلوب أبناء الوطن حباً تحمله ورمزاً للإنسانية تعتز به. فكم من كرام جبرت عثراتهم وكم من أرامل وأيتام واصحاب احتياجات خاصة وعامة مسحت دموعهم وفرجت كروبهم وأدخلت -يا صاحب القلب الرؤوم الذي وسع الخير كله- البِشْرَ على نفوسهم. ولعلي لا أبالغ حين أقول بأنني لا أشك لحظة بأن سموه وطيلة مراحل علاجه كانت تحفه دعوات الخيرين بأن يمنّ الله تعالى عليه بالصحة والعافية ومن أولئك من لو أقسم على الله لأبره. فهنيئاً لسموه هذا الحب فهو ثمار ونتاج عمله وهنيئاً للوطن بعودته فقد وسعه قلب سلطان المحب له أرضاً وشعباً هنيئاً لكل مواطن هذه العودة الميمونة فسلطان لم يغب الوطن عنه لحظة رغم مشاغله الجسام فقد كان معه حساً وروحاً. كما أن أبناء الوطن بقي سلطان معهم يتساءلون عن عودته سؤال المشتاق لأقرب الأقربين له ولا غرابة إن قلنا هو قرب القلوب التي أسرها الوفاء من رجل الوفاء لتبقى على العهد مخلصة تحمل حباً لقادتها حد الدهشة تتوارثه أجيالها وتتعمق جذوره في أعماقها حباً لا تزيده الأحداث إلا صلابة لأنه من أمة وفية لقادة أوفياء فكان تلاحماً يحمل سمة سعودية تتميز في خصوصيتها تلك حمداً لله على السلامة أبا خالد وحفظك الله ذخراً وعزاً لشعب تحبه ويحبك. فاكس: 8472038 -04 [email protected]