استقبلت البلاد يوم أمس بقلوب فرحة وغبطة غامرة، سمو ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، بعد رحلة استشفائية طويلة، رافقت سموه فيها قلوب وألسنة مواطنيه وهي تلهج بالدعاء، حتى منّ الله عليه بالعافية، وأكرمه سبحانه بالشفاء. * * * والحق أن ارتباط المواطنين وتعلقهم بسمو ولي العهد حفظه الله، عبر أكثر من خمسين عاما من الخدمة العامة والإنجازات، تمثل أنموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الراعي والرعية والحاكم والمحكوم، إذ يصعب أن تجد مثيلا لسمو الأمير سلطان في إشاعة الخير والبر، ومواساة المواطنين ومساعدة المحتاج، ولا أن تتكرر مؤسسات الخير العام الطبية والإنسانية والخيرية والعلمية، التي أسسها سموه حفظه الله لخدمة الناس وأوقف عليها جلّ أمواله، ولعل خير وصف لسموه ما صدر عن سمو أمير الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز، من أن سموه مؤسسة خيرية قائمة بذاتها وعالم واسع من البر لا تحده حدود. * * * ونظرة تأمل لتاريخ حياة سمو الأمير سلطان، منذ أن أوكل إليه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله، إمارة الرياض عام 1366، ثم وزيرا للزراعة، فوزيرا للمواصلات، حتى تولى سموه الكريم وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة عام 1382ه، ونظرة الى اللجان التي ترأسها سموه خلال خمسة عقود للصناعات الحربية والتوازن الاقتصادي، والحفاظ على الحياة الفطرية والبيئة، والمجلس الاقتصادي الأعلى، والهيئة العليا للسياحة والشؤون الإسلامية، والإصلاح الإداري، والقوى العاملة، وسياسات التعليم، والرقابة الغذائية والدوائية، ترينا أن سموه حفظه الله كما هو مؤسسة متكاملة للبر والخير العام، فهو كذلك رجل دولة من طراز رفيع، وبيت خبرة واسعة راسخة في شتى مناحي الشأن العام والتنمية والبناء. حفظ الله سموه وأسبغ عليه العافية وأكمل الشفاء، إنه سميع مجيب.