ما حدث يوم الأربعاء 8/12/1430ه سيسجل.. في تاريخ جدة بمداد (حزين) على أهلها الذين دفعوا ثمن استهتار شركات (المشاريع) (التحتية) و(الصرف) البالية وغربانها تلك التي (شفطت) (المقدرات المالية الوطنية) بدلاً من (شفط) (السيول) هكذا بدت جدة (غير) الأربعاء (الحزين) يوم التروية لحج عام 1430ه واختلط الحابل فيها بالنابل وظهرت هشاشة مشاريع الصرف والبنى التحتية التي عفا عليها الزمن بل الأزمان والحقب (الماضية).. في مدينة جدة.. ذاك الزمن الذي (شفط) مليارات ومليارات من ميزانيات رصدت أصلاً لمشاريع التصريف وامتلأت البطون واندست (الأموال) بين حارات وأزقة البنوك.. وأسندت مشاريع (التصريف) إلى شركات كان مبدأهم في حياة المقاولات والمشاريع (طبطب وليّس يطلع كويس).. وجاءت بمعداتها (الضخمة) لكي تبدأ مشاريعها (العظيمة العالمية) (بشق حفر أرضية لا يزيد طولها على (المترين) ووضعت عليها الأغطية (الملمعة) في شوارع جدة وانتهت بحمد الله أضخم مشاريع التصريف في جدة واحتفل المحتفلون (كماً) وليس كيفاً وتقاسم (الزمن وتوابعه) كعكة (العيد) عفواً كعكة (تلك المشاريع) (الواهنة) وبارك (الربع) لتلك (الشركات والمؤسسات العالمية) مهاراتها وإبداعها (لإظهار جدة غير) وطارت الطيور (بل الغربان) (بالغلة) وظهرت (جدة) ملمعة من الخارج (فقط). وعند أول (غشقة مطر) ظهر الفساد (في البر) في جدة وبدأت تلك الحفر المغطاة بإفراغ ما في جعبتها وكأنها تقول للمطر (زيدي وأنا أزيد معك) وعلى جدة السلام..؟؟!! وتكرر هطول رحمة رب العباد في كل مكان تلك الرحمة التي لم ولن تنقطع من رب كريم.. إلا أن جدة صارت مع أول (طلة مطر).. تصرخ بأعلى صوتها إني أغرق.. أغرق!!! وكارثة الأربعاء الماضي (النكبة) والتي حدثت في جدة قد سبقتها كارثة سابقة قبل ما يقارب ال15 عاماً... انتكست فيها (مدينة جدة) وانعفست شوارعها بالسيول.. وتهالكت (الطرقات) وهبطت بمرتاديها ومركباتها.. وأخيراً.. واعتقد أنه ليس بآخر.. ما حدث يوم الأربعاء 8/12/1430ه والذي سيسجل.. في تاريخ جدة بمداد (حزين) على أهلها الذين دفعوا ثمن استهتار شركات (المشاريع) (التحتية) و(الصرف) البالية وغربانها تلك التي (شفطت) (المقدرات المالية الوطنية) بدلاً من (شفط) (السيول).. المائية. مع هذه المأساة.. انجرف قلمي أيضاً إلى تدوين تساؤلات حتمية * أين ذهبت؟ وتذهب ميزانيات (مشاريع الصرف)... وهي مقدرة بالملايين إن لم تكن مليارات...؟ * أين (صيانة) ومتابعة ومراقبة (منجزات) تلك المشاريع؟ * من المُقصر ومن هو المسؤول ومن هو المحاسب؟ ومن هو (المحترف) (والقناص).. (والمختلس..) (والمرتشي..) .. وكل ألوان الزيف.. الخفية في نكبة جدة (غير)..؟ * أين إدارة (الكوارث) و(الأزمات) (الوطنية)..؟ * أين هيئة مكافحة (سرقة) المال الوطني؟ * أين حق (المواطن) والحامي له بعد الله من أزمات.. تفاقمت.. في مشاريع (وهمية).. انتهت بأسباب (فوضويتها) أعمار (بشر) من الناس وأزهقت أرواحهم.. (والأعمار بيد الله دون منازع) ولا حول ولا قوة إلا بالله. منعطف خطر لا أدري متى نستيقظ.. ولا أدري لماذا نستيقظ فجأة عند كل كارثة ولا نتعلم الأدب!!! ولا نتأدب أمام (كارثية الكوارث).. هل نحن فعلاً... واكبنا تطور العالم؟؟... احسبوها.. يا فاهمين.. وعلمي وسلامتكم من الكوارث. ورحمة الله على من مات شهيداً في هذه (الفاجعة) نكبة جدة غير.. وكل عام وأنتم.. في خير وإلى خير وفير.. يا وطن ويا أهل الوطن..