أنا أعمل من أجل خدمة الوطن!! جواب دائم لمن يُسأل لماذا تعمل؟ فُسر لنا مفهوم الوطن منذ الصغر أنه.. أرض وسماء.. والعمل والسكن.. يعدّان من أسباب الولاء له. وأن الكلمات التي تنطلق من الشفاه والحكايات التي تُروى أو الأغاني التي تُردد سلوكًا ظاهريًّا يفسر مكانة الوطن في نفوسنا. و إذا ما تنبهنا إلى التعبير عن مفهوم الولاء لوجدنا أنه اقتصر لدى البعض في تفسيره على سلوك تُرجم بشعارات الرؤية والرسالة والمزايدات -اللي ما تودي ولا تجيب-! هذه حقيقة لا ننكرها.. فهذا ما بُني وغرس في وجداننا، فعندما كنا نُسأل: ما مشاعرك تجاه وطنك؟ كنا نردد صم لم: وطني هو الذي ولدت تحت سمائه، وتربيت على أرضه، وأكلت من خيراته، دون أن نفهم أن المقصود من الخيرات هو كل ما يقدمه الوطن من خدمات تكفل للمواطن استقراره الإنساني، والمادي، والاجتماعي، والأمني، ولم نُثقف عمليًا كيف يجب أن يكون الولاء والوفاء في سراء الوطن وضرائه.. من المقصر؟! ولكن هل تنبهنا الآن؟ وهل تحققنا من تعميق وتأصيل مفهومه في وجدان هذا الجيل منذ نعومة أظفاره؟ ولو نشأ جيل ينقصه الوعي بمعنى المواطنة وأبعاد الولاء الدينية والوطنية والتربوية والاجتماعية.. فمن يعد المقصر يعد ذلك!؟ إنه نحن ..نعم نحن! أبناءنا.. نستميحكم عذرًا كلنا ملامون، وجميعنا مقصرون، فالولاء ثقافة لا تأتي أو تُبنى من فراغ، بل تحتاج إلى جهد وجهاد، وتكاتف الجميع، وعلينا أن نؤكد أهمية أن الوالدين قدوة مباشرة، والمجتمع قدوة مباشرة، والمدرسة قدوة مباشرة، والمسجد قدوة مباشرة، والقادة أيضًا قدوة مباشرة، ومتى ما كانت هذه القدوة صالحة كان المخرج منها صالحًا، فابذروا طِيبًا تحصدوا طِيبًا. عذب الكلام... أسودنا البواسل في جنوب المملكة العربية السعودية.. نتعلم منكم يومًا بيوم كيف يكون الولاء صدقًا.