* أحد قادة العصابة التي انتهكت حدود المملكة الجنوبية (ناشد) عبر قناة «العربية» الفضائية من مقر إقامته في ألمانيا، المملكة «وقف القتال، وأنهم (كعصابة) ليس لهم مطالب، ويريدون التفاهم مع المملكة». هكذا مناشدة كان يمكن فهمها لو أننا نتحدث عن أوضاع حياتية أو علاقاتية طبيعية، ولكن أن تأتي بعد انتهاك فاضح لحدود المملكة فغير مقبول إطلاقاً. * والمناشدة من القيادي العصاباتي لم تأتِ في ظل سياق عادي، بل أتت بعد أن أذاقت القوات السعودية ببواسلها جواً وبراً وبحراً عصابة المتسللين (حر) النار، وأذاقتهم (مر) الهزيمة. فالأشاوس من رجال القوات السعودية يدافعون عن قداسة أرضهم، وعن كرامة وطنهم، وعن عز أهلهم، بينما العصابة المتسللة ليس لها من هدف نبيل فهدفها خبيث كخبث فكرها الأيديولوجي ودناءة ارتباطاتها الخارجية. * مَن يتتبع الفكر الذي تتبعه عصابة المتسللين سيجد في كل أدبياتها انحرافاً وشذوذاً إسلامياً مخيفاً رغم أنهم يدّعون التقوى والإسلام. فأهدافهم السياسية دفعتهم إلى (بيع) أنفسهم ببخس لأنظمة خارجية فاسدة تعاني هي ذاتها من انقسامات داخلية هائلة، ومن ضغوطات دولية كبيرة، وتاريخهم ليس سوى انتهاك للأعراف والقوانين الدولية، وكل علاقاتهم مهمشة لأساليبهم الوضيعة في التدخل في شؤون الآخرين. * المملكة العربية السعودية وهي (تذيق) عصابة المتسللين (المر)، وتصليهم (نار) أسلحتها إنما تمارس حقاً مشروعاً. فهي تدافع عن أرضها وأمنها واستقرارها. وأي انتهاك لسيادة أراضيها تكفله كل القوانين والأنظمة، وتعطيه مشروعية ردع المعتدين. ولعل تصريحات كبار مسؤولي المملكة وقيادتها العسكريين، وفي مقدمتهم رجل الميدان الأول صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان تؤكد أحقية المملكة في الدفاع عن أراضيها واكتفائها بذلك. * فالمملكة لم يعرف عنها إطلاقاً تعديها على أحد، علماً أن كل حدودها شهدت اختلافات في وجهة النظر، سعت المملكة إلى حلها بالطرق السلمية وعبر العلاقات الثنائية كما مع الكويت وقطر واليمن وعمان والإمارات، والعراق، ولكن أن تأتي عصابة خارجة عن القانون في بلدها ومرتبطة بنظام إقليمي توسعي وشعوبي تنتهك حرمة أراضي السعودية، وبهدف إحداث بلبلة، وتقوم بقتل رجال حرس الحدود فلا المملكة ولا أي دولة متحضرة في العالم يمكن أن تقبل بذلك. * العجيب أنه وبرغم كل هذه الحقائق، وبرغم كل هذا (الحق) يأتي مَن يشكك أو يحاول أن يلوم المملكة على مواقفها، وفي ذات الوقت يبرر للعصابة المتسللة، سواء من أفراد هنا في المملكة أو من العرب الثوريين!! وبعض الإسلاميين!!! وهكذا مواقف ليست سوى إيضاح لتخاذل كل هذه الفئات، وقد جرَّبتهم المملكة من قبل سواء في اجتياح قوات صدام للكويت، أو في حرب الوديعة، أو طوال فترة الستينيات الميلادية من القرن الماضي إبان المد الثوري في طول العالم العربي وعرضه. * ولكن كما يقال «إن الشائع ليس دائماً صحيحاً، وأن الصحيح ليس دائماً شائعاً» فقد أثبتت الأيام أن المملكة وبمواقفها الرجولية الراسخة هي (المنتصرة) دائماً. فانظر أين ذهب الصداميون؟.. وأين تلاشى الثوريون؟.. وأين اختفى الإسلاميون الوصوليون؟! كلهم ذهبوا إلى مزابل التاريخ، وإلى صفحاته السوداء بأفعالهم وبمواقف الشعوب منهم. * ونحن هنا في كينونتنا المجتمعية السعودية مطالبون بأن نكون صفاً واحداً لا تفرقنا الاختلافات مهما كانت، فالهدف لنا جميعاً حماية هذا الوطن وردع كل مَن تسول له نفسه ألمسّ به أرضاً وفكراً وأناساً وهواء وقداسة وطهراً. وإن أكرمنا المولى جلت قدرته بالحرمين الشريفين، وبرجال أشداء من قواتنا المسلحة، فليس أقل من أن نكون المساندين والمؤازرين والداعمين حتى وإن تكاثر (الزعيق)، وعلت الأصوات النشاز.. فكلها إن شاء الله إلى فناء وهذا الوطن هو الباقي والخالد.