إن ترسيخ هذه المعاني العظيمة والالتزام بها أجدى وانفع لكل الحجاج والجهات المسؤولة عنهم من الكم الهائل من التعليمات التي سرعان ما تنسى * في ثلاث كلمات مسبوقة بلا النهي القاطعة «لا رفث ولا فسوق ولا جدال» رسم رب العزة والجلال ما يجب أن تكون عليه سلوكيات الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، لمن استطاع إليه سبيلا. ومن المؤسف جدا أن النسبة العظمى من تصرفات الحجاج مخالفة لتلك الكلمات الثلاث المختصرة، البسيطة، التي بإمكان كل إنسان مهما كانت لغته أو تربيته أو البيئة التي نشأ وترعرع فيها أن يتعلمها، ويستوعب معانيها، ويعد نفسه بالعمل بها، قبل، وأثناء، وبعد، قدومه على الحج، فلماذا لا يكون ذلك؟ ولماذا لايركز الدعاة والمطوفون وكل من له علاقة بشؤون الحجاج على تثبيت تلك الأوامر ومعانيها العظيمة في ذهن كل حاج، ويصبح الحاج رقيبا على نفسه ويستنكر على زميله الحاج أي مخالفة قد يراها؟ ولماذا لا تقوم الجهات المسئولة عن شؤون الحج بوضع لوحات في كل مكان... وبكل اللغات... تذكر الحجاج بالكلمات الثلاث، ويتم التركيز عليها وتكون من ضمن برنامج التوعية حتى ترسخ في ذهن كل حاج، وتصبح مثل استنشاق الهواء لا غنى عنها في مواسم الحج؟ واحسب أن هذا الطرح واقعي وبعيد عن التسييس والتعصب المذهبي. * وحتى لا نبخس الملتزمين إحسانهم، من الإنصاف الإشادة بممارسات بعض الدول الإسلامية مثل: ماليزيا، واندونيسيا، وتركيا ، في سبيل تثقيف حجاجها بموجبات الحج بشكل منظم، ومبرمج، حتى أصبحوا مثلا يستحق الاقتداء به في التنظيم، والانضباط ،والالتزام بالتعليمات. والمطلوب من وزارتي الحج والشؤون الإسلامية أن تخصص جائزة سنوية تمنح في كل عام، لحجاج الدولة المثاليين من خلال تصرفاتهم وسلوكياتهم أثناء الحج؟ وكذلك جائزة لتشجيع التنافس الشريف بين الدول والمطوفين في ميادين الانضباط والنظافة والتنظيم... والجائزة الكبرى بدون شك هي من عند الله سبحانه وتعالى... عندما يؤدي الحاج مناسكه كما يجب بدون أي مخالفة تجرح حجه وتعرضه وغيره من ضيوف الرحمن للمتاعب. * والمفترض أن تكون سلوكيات الحجاج على رأس أجندة منظمة المؤتمر الإسلامي، وان يكون هناك ضوابط وعقوبات تطبق في حق كل دولة لا تقوم بما يجب لتهيئة حجاجها بالمستوى الذي يليق بهيبة الأماكن المقدسة وبكل من يريد أن يؤدي فريضته ويقف أمام ربه في المشاعر المقدسة مع إخوانه المسلمين من كل فج عميق وهم ينادون: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، ملتزما بتعاليم من يلبون له الذي قال في محكم التنزيل، (لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج). * إن ترسيخ هذه المعاني العظيمة والالتزام بها أجدى وانفع لكل الحجاج والجهات المسؤولة عنهم من الكم الهائل من التعليمات التي سرعان ما تنسى، ومحاولات التسييس، التي تشغل الحاج عن أداء مناسك الحج بعيدا عن الرفث والفسوق والجدال كما ورد في القرآن الكريم. * وحكومة المملكة العربية السعودية تحرص باستمرار -في كل عام- على تسخير كل إمكانياتها لتوفير كل سبل الراحة، والأمن والرعاية الصحية، والاحتياجات الغذائية، من اجل تمكين ضيوف الرحمن من أداء الفريضة في جوٍ من الاطمئنان والراحة. * بلَّغَ الله حجاج بيته الحرام مقاصدهم، وتقبل حجهم، وكتب لهم ولكل من أعانهم على ذلك الأجر والثواب.. والله ولي التوفيق.