كثيراً ما يستهوي بعض النساء أحاديث الخرافة والغواية والخزعبلات، خاصة أولئك اللاتي يملن للثرثرة وذبح الوقت على عتبات الانترنت، وبين زوايا المنتديات ومواقع الشات. ومن أشهر تلك الخزعبلات التي باتت تتداول في كثير من مواقع المرأة على صفحات الشبكة العنكبوتية، علاقة المرأة بالقمر، ليس فقط تشبها بجماله كما تعارف عليه الناس منذ القدم، بل جعلنه بطلا للكثير من الحكايات، وطرفا في العديد من السلوكيات اللاتي بتن يربطنها به في حياتهن اليومية. قص الشعر ونموه وحول ما بات يثار في هذا الموضوع تقول هناء محمد، طالبة جامعية: يصل إلى بريدي الإلكتروني العديد من الرسائل التي تحمل الكثير من الاعتقادات التي لا أعلم مصادرها وما مدى صحتها، فمثلاً قد وردتني رسالة بعنوان: «علاقة المرأة بالقمر وقص الشعر»، وتحمل تلك الرسالة معلومة مفادها «أن هرمونات المرأة تتأثر يوم اكتمال القمر بدرا ليلة 14 في الشهر الهجري، وبناء على ذلك يكون هذا الموعد مناسبا لقص الشعر، حيث يتيح له ذلك فرصة أكبر أن يطول وينمو بشكل سريع، وأنه سر من أسرار سرعة نمو الشعر وجماله». وتقول أم يزيد أن كثيراً ما يتداول النساء معلومة وأنا أتسال دائما عن صحتها، وهي أنه عند اكتمال القمر أي في منتصف الشهر تكثر نسبة الطلاق والمخاصمات لدى الكثير من الأسر. ولكنني لا أبالي بتلك الخرافات التي يبتدعها الناس من خيالاتهم، وحسب حالاتهم ووفق ما تأمرهم به خواطرهم. تلبية الطلبات وتضيف: كثيراً ما أقرأ على صفحات الشبكة العنكبوتيه من وصفات واعتقادات وأفكار تخص المرأة للحصول على أفضل النتائج سواءً في التفوق الدارسي أو الحياة الزوجية أو المهنية. والعجيب أن من يقدم على تلك الاعتقادات قد يضعون الأدلة التي تثبت صحة اعتقاداتهم أو الوسيلة التي يمكن التواصل بها مع أصحاب تلك الأفكار أو من أقدم على التجربة للتأكد من صحة اعتقاداتهم وأقوالهم. وتقول نورة الشبرقي: أسمع بين العديد من الفتيات أن ليلة 14 أي ليلة اكتمال البدر يسعى الوالدان لتلبية أي طلب تقوم الفتاة بطلبه من الأهل، وكثيراً ما ينصحون بتأجيل أي طلب لتلك الليلة وبالأخص من كان عمرها 14سنة، حيث يتم تلبية طلبها على الفور. اعتقادات خاطئة من جانبها أوضحت الأخصائية النفسية الدكتورة صباح زهار أن ما يتناوله الأشخاص حول تلك الاعتقادات ليس صحيحا، حيث أن الله جعل الأيام واحدة إلا أيام المناسبات الدينية كالأعياد وغيرها من الأيام التي خصها الله بالذكر. وأن التكيف مع تلك الاعتقادات يكون بحسب نفسية الشخص فمن ترتاح نفسه لتلك الاعتقادات يؤمن بها ويطبقها على حياته ويرى كل ما حوله جميل. بينما هناك أشخاص لا تتوافق شخصيتهم وحالتهم النفسية مع ما يسمعونه فلا يؤمنون بأي شيء يدور حولهم. وتضيف الدكتورة صباح: أن النفس البشرية بطبيعتها تحب الاستهواء وتسعى دائما للتجربة ولكن ليس ذلك في كل الأمور حيث أن للإنسان عقل يميز به ما هو صحيح وما هو باطل. فلماذا لا نتخذ من أجدادنا ومن سبقنا قدوة في حياتنا فلم يكن لديهم اعتقاد بمنتصف الشهر ولا بأوله وآخره. وعلى كل مسلم أن يرجع للكتاب والسنة في كل أمور حياته .